وحين سأل إبراهيم بن
طلحة بن عبيد الله الإمام السجادَ ، لما قدم وقد قتل الحسين بن علي صلوات الله عليه ، قائلاً : يا علي بن الحسين من غَلَب ؟ اجابه الإمام عليهالسلام : إذا اردت ان تعلم من غَلَبَ ، ودَخَلَ
وقت الصلاة ، فأذِّنْ ثمَّ أقِم (١) . وهذا يعني أَنَّ
الإمام السجاد اراد أن يقول لإبراهيم إِنَّ الأئمّة هم امتداد للشهادة بالرسالة وكما قال رسول الله حسين مني وانا من حسين (٢)
. وكذا في كلام الإمام
الهادي الآتي ، وبيانه لمعنى ( نداء الصوامع ) المذكور في شعر الحِمّاني ، للمتوكل العباسي (٣) . وقد يكون قبل ذلك في
مرسلة القاسم بن معاوية في الاحتجاج عن الصادق عليهالسلام
ما يدل على ذلك ، لأنّ
العارف بلسان وظروف الأئمّة وما كانوا يعيشون فيه من التقيّة ، يعرف بأنّ الإمام قد يأتي بالعموم ويريد الخصوص ، والأذان هو الأهم إن سنحت الظروف للجَهْر به . إنّ مبحث «
حيّ على خير العمل »
هو النافذة التي نريد الإطلالة من خلالها على الشهادة الثالثة ، وهو الميدان الأساسيّ الذي كتبنا عنه سابقأ (٤)
، كما أنّه الانطلاقة العلمية والتأسيسية التي نريد الدخول عبرها إلى الشهادة الثالثة ؛ لنُشيد به هذا الصرح العقائدي والفقهي ، وذلك للتقارب والتجانس الملحوظ بينهما ـ حسبما سيتّضح لاحقاً ـ لأنّ الكلام في شرعية الحيعلة الثالثة ومشروعيتها يوصلنا إلى __________________ (١)
أمالي الطوسي : ٦٧٧ / ح ١٤٣٢ ، وعنه في بحار الأنوار ٤٥ : ١٧٧ / ح ٢٧ . (٢)
سنن الترمذي ٥ : ٦٥٨ / ح ٣٧٧٥ ، قال الترمذي : هذا حديث حسن ورواه غير واحد عن عبد الله بن عثمان ، سنن ابن ماجه ١ : ٥١ / ح ١٤٣ ، مسند أحمد ٤ : ١٧٢ / ح ١٧٥٩ . (٣)
الأمالي ، للشيخ الطوسي ٢٨٧ / ح ٥٥٧ ، وانظر ديوان علي الحمّاني : ٨١ ، ومناقب ابن
شهرآشوب ٣ : ٥١٠ . والذي سيأتي في صفحة ٢١٢ . (٤)
تحت عنوان ( حي على خير العمل ، الشرعية والشعارية ) المطبوع في بيروت ، مؤسسة
الأعلمي ، وهو يقع في ٤٩٦ صفحه .