وقد نقلنا سابقاً ما جاء عن أبي سفيان (١) ومعاوية (٢) في الأذان وأنّهما كانا لا يحبّان أن يذكر اسم النبي محمّد في الأذان .
بل إنّ معاوية (٣) ، وعثمان (٤) حذفا اسمه صلىاللهعليهوآله من آخر الأذان .
وجاء في مجمع الزوائد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، قال : كان علي ابن أبي طالب إذا سمع المؤذّن يؤذّن ، قال كما يقول ، فإذا قال : أشهد أن لا إله إلّا الله ، وأشهد أن محمّداً رسول الله .
قال علي : أشهد أن لا إله إلّا الله ، وأشهد أنّ محمّداً رسول الله ، وأنّ الذين جحدوا محمّداً هم الكاذبون (٥) .
وفي هذا الكلام من الإمام علي معنى لطيف وتنويه ظريف إلى الجاحدين بنبوّة محمّد من القرشيّين وغيرهم من الكاذبين .
لكن لا يتسنى لأولئك الذين أسلموا والسيفُ على رقابهم في فتح مكة أن يجحدوا النبوة بصراحة أو أن يجحدوا ارتباط القربى بالرسول والرسالة ، لذلك عمدوا إلى أن لا يذكر النبيّ في الأذان ، ومع كلّ هذا الصلف والحقد كيف يرضون بذكر وصيه وخليفته من بعده علي بن أبي طالب ، فيما لو تصوّرنا ثبوت التشريع بذكره في الأذان ؟ ! وقس على ذلك بترهم الآل من الصلاة على محمّد وآل محمّد ،
__________________
(١) انظر الباب الأوّل من هذه الدراسة المطبوعة تحت عنوان ( حي على خير العمل الشرعية والشعارية : ١٠٥ ) .
(٢) انظر الباب الأوّل من هذه الدراسة المطبوعة تحت عنوان : ( حي على خير العمل الشرعية والشعارية : ١٠٧ ) .
(٣) بحار الأنوار ٨١ : ١٧٠ عن العلل لمحمّد بن علي بن إبراهيم بن هاشم . وانظر ( حي على خير العمل ) لنا صفحة ١٢٥ .
(٤) من لا يحضره الفقيه ١ : ٢٩٩ / ح ٩١٣ .
(٥) مسند أحمد ١ : ١١٩ / ح ٩٦٥ ، مجمع الزوائد ١ : ٣٣٢ .