العمل (١) .
وقد ثبت قبل كلّ هذا عن الإمام علي أنّه كان يقول حينما يسمع المؤذن ابن النباح (٢) يقول في أذانه : « حيّ على خير العمل ، حي على خير العمل » : « مرحباً بالقائلين عدلاً ، وبالصلاة مرحباً وأهلاً » (٣) .
وجاء عن محمّد بن الحنفية أنّه ذكر عنده خبر بدء الأذان ، فقال : لمّا أُسري بالنّبي إلى السماء وتناهز إلى السماء السادسة . . . ثم قال : حي على خير العمل ، فقال الله جل جلاله : هي أفضل الأعمال وأزكاها عندي . . . (٤) .
وهذه النصوص عن الأئمة : السجاد ، والباقر ، والصادق وقبلهم عن أمير المؤمنين علي عليهمالسلام وعن محمّد بن الحنفية كلّها تؤكّد تشريع الحيعلة الثالثة في الأذان الأوّل وعند الإسراء والمعراج .
ولا شكَّ أنّ الإمام علياً بكلامه السابق كان يشير إلى الجاحدين لرسالة الرسول والمنكرين لوصايته ، خصوصاً بملاحظة سياق الرواية ، حيث إنّه كان يقول عند سماعه الشهادتين : « وأشهد أنّ محمّداً رسول الله وأنّ الّذين جحدوا محمّداً هم الكاذبون » ، وعند سماعه الحيعلة الثالثة : « مرحباً بالقائلين عـدلاً » ، كلّ ذلك تعريضاً بمن جحدوها ورفعوها بغضاً وعناداً .
فعلي بن أبي طالب هو خير العمل كما نصّت عليه حسنة ابن أبي عمير عن
__________________
(١) الأذان بحي على خير العمل : ٢٠ . وانظر الباب الاول من هذه الدراسة ( حيّ على خير العمل الشرعية والشعارية ) صفحة ٥٣ .
(٢) أو ابن التيّاح .
(٣) من لا يحضره الفقيه ١ : ٢٨٨ / ح ٨٩٠ ، وسائل الشيعة ٥ : ٤١٨ / ح ٦٩٧٣ ، وقعة صفين : ٣٣٠ ، الفتوح لابن أعثم ٣ : ٨٥ ، شرح النهج ٨ : ١٤ .
(٤) معاني الأخبار : ٤٢ / ح ٤ ، وعنه في بحار الأنوار ١٨ : ٣٤٤ / ح ٥٣ ، ومستدرك الوسائل ٤ : ٧٠ / ٤١٨٨ .