يا محمّد كيف أخوك ، إذا نزلت فَأَقْرِئْهُ السلام .
قال النبي صلىاللهعليهوآله : أفتعرفونه ؟
قالوا : وكيف لا نعرفه وقد أخذ ميثاقك وميثاقه منّا ، وميثاق شيعته إلى يوم القيامة علينا ، وإنّا لنتصفح وجوه شيعته في كلّ يوم وليلة خمساً [ يعنون في كل وقت صلاة ] وإنّا لنصلّي عليك وعليه .
ـ إلى أن يقول ـ فقال جبرئيل :أشهد أنّ محمّداً رسول الله ، أشهد أنّ محمّداً رسول الله .
فاجتمعت الملائكة وقالت : مرحباً بالأوّل ، ومرحباً بالآخر ، ومرحباً بالحاشر ، ومرحباً بالناشر ، محمّد خير النبيين ، وعليّ خير الوصيين . . . إلى آخر خبر الإسراء والمعراج (١) .
وجاء في العلل لمحمّد بن علي بن إبراهيم بن هاشم أنه قال : علّة الأذان أن تكبّر الله وتعظّمه ، وتقرّ بتوحيد الله وبالنبوّة والرسالة ، وتدعو إلى الصلاة ، وتحثّ على الزكاة .
ومعنى الأذان : الإعلام ؛ لقوله تعالى ( وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ ) أي إعلام ، وقال أمير المؤمنين : كنت أنا الأذان في الناس بالحجّ ، وقوله : ( وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ ) أي أعلمهم وادْعُهُم (٢) .
وفي « من لا يحضره الفقيه » عن الإمام الرضا أنّه قال في علل الأذان : . . . إنما امر الناس بالأذان لعلل كثيره ، منها أن يكون تذكيراً للناسي ، وتنبيهاً للغافل ، وتعريفاً لمن جهل الوقت واشتغل عنه ، ويكون المؤذن بذلك داعياً لعبادة الخالق ومرغباً فيها ، ومقراً لله بالتوحيد مجاهراً بالإيمان معلناً بالإسلام (٣) مؤذناً لمن ينساها
__________________
(١) الكافي ٣ : ٤٨٢ باب النوادر / ح ١ ، وعلل الشرائع ٢ : ٣١٤ / باب علل الوضوء والأذان / ح ١ ، وعنه في بحار الأنوار ١٨ : ٣٥٤ / ح ٦٦ و ٧٩ : ٢٣٩ / ح ١ .
(٢) بحار الأنوار ٨١ : ١٦٩ / ح ٧٣ عن كتاب العلل لمحمّد بن علي بن إبراهيم بن هاشم ، وعنه في مستدرك الوسائل ٤ : ٧٤ / ح ٤١٩٣ .
(٣) وفي علل الشرائع ١ : ٢٥٨ ، مقراً له بالتوحيد ، مجاهراً بالايمان ، معلناً بالإسلام ، مؤذناً لمن يتساهى .