الخلاصة في ترجمة يونس بن عبد الرحمن طريقين فيهما علي بن محمّد بن قتيبة واكثر الكشي الرواية عنه في كتابه المشهور في الرجال ، فلا يبعد الاعتماد على حديثه لأنه من مشايخه المعتبرين الذين اخذ الحديث عنهم (١) . وللشيخ يوسف البحراني كلام جميل آخر عن طريقة الشيخ الصدوق في جميع كتبه ومصنفاته ، وأنّه لا يذكر من الأخبار إلّا ما يعتمده ويحكم بصحّته متناً وسنداً ويفتي به ، واذا أورد خبراً بخلاف ذلك ذيّله بما يشعر بالطعن في سنده ودلالته ونبّه على عدم قوله بمضمونه (٢) . والصدوق فيما رواه هنا في « العلل » عن الإمام الكاظم لم يذيّله بطعن في السند أو المتن فهو يشعر بقبوله له .
وعليه فالرواية حسنة على أقّل تقدير .
وإنّ قوله عليهالسلام : « فإنّ خير العمل الولاية » يفهم بأنّ عمر بن الخطاب كان لا يريد أن يقع حثٌّ على الولاية ودعوةٌ إليها ، وهو ما يفنّد قول من يدّعي أنّ الضمير في ( عليها ) أو ( فيها ) راجع إلى الصلاة ، إذ لا يعقل أن يكون عمر لا يريد حثاً على الصلاة والدعوة إليها لان منصبه يمنعه من ذلك ، مع أنّ الدعوة إلى الصلاة ، وإلى الفلاح قد كانت موجودة في الفصلين السابقين ، فلا معنى لحذفها ، فلم يبق إلّا أن نقول بأنّ لـ « حي على خير العمل » معنىً آخر غير الصلاة والفلاح ، وهذا هو الصحيح ، ويتأكّد ذلك لكلّ من يتأمل قليلاً في لغة العرب ، إذ من غير الطبيعي أن يأتي العربي بالكناية بعد التصريح ، فالمؤذّن حينما يقول وبلسان عربي فصيح : « حيّ على الصلاة » فلا معنى لإتيانه بمعناها الكنائيّ ثانية .
__________________
(١) الحدائق الناظرة ٦ : ٤٧ ـ ٤٨ و ١٣ : ٢٢١ ـ ٢٢٢ وانظر مستند الشيعة ٥ : ٤٣٥ ـ ٤٣٦ ، وجواهر الكلام ١٦ : ٢٧٠ .
(٢) انظر ما مرّ بالهامش « ٣ » من الصفحة « ١٣ » وكلامه موجود في رسالته : « الصوارم القاصمة لظهور الجامعين بين ولد فاطمة » .