قال : اقرأ ( أَلَمْ نَشْرَحَ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ) مع علي بن أبي طالب صهرك .
فقرأها النبيّ وأثبتها عبد الله بن مسعود في مصحفه ، فأسقطها عثمان ابن عفان حين وحّد المصاحف ولا إشكال في ذلك لأنّها ليست من القرآن المقروء (١) .
فالمعية في قوله ( مع علي بن أبي طالب صهرك ) صريحة في لزوم رفع ذكر الوصي مع رفع ذكر النبي ، فتكون هذه الرواية وما كان على شاكلتها فيما يمكن أن يقال استناداً للعموم الآنف بمحبوبيّة ذكر عليّ بعد النبيّ بنحو مطلق ، وهو بالتالي من الأدلّة على اقتران ذكر علي بذكر النبيّ .
وفي اُخرى عن عبد الله بن مسعود أنّه كان يقرأ قوله تعالى ( وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ) بعلي بن أبي طالب صهرك (٢) .
والباء في ( بعلي ) للسببية ، أي بسبب علي بن أبي طالب سيبقى ذكرك وأنّه سيحفظ شريعتك من الضلال ، وأنّ كلمة ( صهرك ) فيها إشارة إلى ديمومية النهج النبوي بواسطة علي وفاطمة وآل البيت الطاهرين المطّهرين ، وهو معنى آخر لقوله صلىاللهعليهوآله : « خلفائي اثنا عشر كلّهم من قريش » (٣) وهم عليّ والأحد عشر من ولد فاطمة ، وهو كذلك بيان ضمنيّ لمعنى « لا تصلّوا عَلَيَّ الصلاة البتراء » ، بل قولوا : « اللهم صَلِّ على محمّد وآل محمّد » و « حسين منّي وأنا من حسين ، أحبّ
__________________
(١) الفضائل لابن شاذان : ١٥١ ، وعنه في بحار الأنوار ٣٦ : ١١٦ / ح ٦٣ / الباب ٣٩ ، وفيه « بعلي صهرك » .
(٢) نفس الرحمن في فضائل سلمان للنوري : ٤٦٣ عن الفضائل المنتخبة عن سلمان ، عن النبي أنّه قال : أوحى الله تعالى إليّ ليلة المعراج : يا محمّد رفعت ذكرك بعلي صهرك . وانظر الروضة لابن شاذان : ١٦٨ كذلك .
(٣) صحيح البخاري ٦ : ٢٦٤٠ / ح ٦٧٩٦ ، صحيح مسلم ٣ : ١٤٥٢ / ح ١٨٢١ .