على المزيد منها لاحقاً ، كُلّها حجج مؤيّدة لما قلناه .
وها هو الآن أمامك كلام الإمام الكاظم ، وقد جاء ظاهراً صريحاً وامتداداً للسيرة والشرع ، مذكّراً عليهالسلام ومنوهاً إلى أنّ معنى الحيعلة الثالثة هو بيان لـ « محمّد وعلي خير البشر » و « أشهد أن علياً ولي الله » و « محمّد وآل محمّد خير البرية » لا غير ، وأنّ القوم لا يريدون الإشادة بذكر علي وأولاده المعصومين .
ومفهوم كلامه عليهالسلام : « أنّ عمر أراد أن لا يكون حثٌّ عليها ودعاء إليها » أي إلى الولاية ، يعني أنّ الإمام عليهالسلام يجيز هذا الأمر ويدعو إليه ، قال بهذا الكلام وهو قابع في سجون الرشيد ، كلّ ذلك للإشادة بالحقّ والحقيقة الضائعة بين ثنايا الأمة .
كان هذا عرضاً سريعاً لسيرة الشارع في الشهادة بالولاية ، وكذا لموقف المتشرّعة فيها إلى عهد الكاظم عليهالسلام ، وتراه واضحاً صريحاً ليس فيه غموض .
نعم كان هذا الأمر بين الشدّة والفتور في عهد الإمام الرضا وأبنائه المعصومين حتّى غيبة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف في سنة ٢٦١ هـ ، ومن الطريف أنّ البعض يطالبنا لإثبات الشهادة الثالثة بالأخبار المتواترة فيه ، وهو الواقف على مجريات الأحداث بعد رسول الله وما لاقى الشيعة من الظلم والاضطهاد لحبّهم الإمام علي عليهالسلام ، فكيف يمكن الجهر بالولاية لعلي بن أبي طالب وبنو أمية راحت تلعنه على المنابر قُرابة قرن ؟
بل كيف يمكن تناقل تلك الروايات الداعية إلى الشهادة الثالثة ، وانت ترى الرواة لا يمكنهم أن يحدّثوا عن علي إلّا بالتكنية : قال الحسن البصري : لو أردنا أن نروي عن علي لقلنا قال أبو زينب ؟
بل هل فكر أولئك بالتضحيات التي قدمها رجالنا حتّى وصلت إلينا تلك الأخبار الشاذة على لسان الطوسي والحليّين ؟
وعليه فالحيعلة
الثالثة شرعت على عهد الرسول ، واذن بها على عهد علي