يحتمله إلّا ملك مقرَّب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان أو مدينة حصينة » (١) .
وبعد كل هذا نقول : يمكننا بناءً على كلّ ما تقدّم الأخذ بمرسلة الصدوق في الفقيه بعنوان أنّها تتضمّن الشهادة بالولاية وأنّها محبوبة ذاتاً بنحو عامّ ، كما جزم به رحمهالله في قوله : « ولا ريب في أنّ عليّاً ولي الله حقاً » ، لا بعنوان أنّها مستند للجزئية .
وكذا يمكننا اعتبار هذه الصيغ الثلاث التي أتى بها الشيخ الصدوق إحدى الأدلّة على محبوبية الشهادة الثالثة في الأذان لا على نحو الجزئية ، وذلك لموافقتها مع سيرة المتشرّعة من عصر الرسول إلى عصرنا الحالي (٢) ولامضاء المعصوم لها ـ أعني الإمام الحجة عليهالسلام ـ .
فنحن لا نقول بالجزئية كما لا يقول بها الشيخ الصدوق رحمهالله ، كما إنّنا قائلون بالمحبوبيّة الذاتية وكذلك أنّ الصدوق رحمهالله يقول بذلك في جزمه الآنف في مرسلته ، وفي ما رواه عن ابن أبي عمير عن الكاظم الصريحة في المحبوبية .
وعليه فالأخذ بمرسلة الصدوق في الفقيه مساوِقٌ للأخذ بمرسلة القاسم بن معاوية المروية في الاحتجاج أو أقوى منها ؛ لعمل الشيعة بها ، وكذا لوجودها في شواذ الاخبار التي حكاها الشيخ الطوسي والعلّامة ويحيى بن سعيد الحلي .
وعليه فإن نقل الصدوق للصيغ الثلاثة في الأذان مع إرساله للخبر ـ وهو من القدماء المتثبّتين ـ أولى بالأخذ به من الأخذ بمرسلة الطبرسي المتأخّر عنه بعدة قرون .
__________________
(١) الأمالي : ٥٢ / ح ٦ ، الخصال : ٢٠٨ / ح ٢٧ ، معاني الاخبار : ١٨٨ / ح ١ / باب معنى المدينة الحصينة ، وفيه : أنّ أبا عبد الله سُئل عن معنى لمدينة الحصينة ، فقال عليهالسلام : هو القلب المجتمع . قال المجلسي : المراد بالقلب المجتمع : القلب الذي لا يتفرق بمتابعة الشكوك والأهواء ، ولا يدخل فيه الأوهام الباطلة ، والشبهات المضلة . . . ، بحار الأنوار ٢ : ١٨٣ ، ذيل الحديث الأوّل من الباب السادس والعشرين .
(٢) حيث كانوا يأتون بها تفسيراً للحيعلة الثالثة ، ولمجيئها في شواذ الأخبار على نحو التفسيرية كذلك .