ويشير إلى ذلك نقله لقول الشيخ الطوسي وعدم تعليقه عليه بشيء ، وهذا يعني التزامه به ، وإلّا فمن غير المعقول أن تكون كتبه « الذكرى » و « الدروس » و « البيان » ، وهي تجمع فتاويه ساكتة عن الشهادة الثالثة مع أنّها مسألة فقهية لها علاقة وثيقة بالعقيدة ، وقد تكون التقيّة العامل الاقوى في ذلك ، لأنّ الشهيد استشهد بأيدي العامة .
وفي الجملة فنقل العالِمِ لقول في كتبه الفتوائية وسـكوته عن التعليق عليه يدلّ على التزامه به ، خاصّة إذا اخذنا بنظر الاعتبار ان كتبه قد صُنّفت على أساس البحث والتمحيص والنقض والإبرام .
القرنان التاسع والعاشر الهجريَّان
يوجدُ في هذين القرنين علماء ، وفقهاء ، ومحدّثون ومتكلّمون ، عظام ، لكنّ غالب كتب هؤلاء العلماء مفقودة ، والموجود منها بأيدينا لم يصرّح بما يرتبط ببحثنا ، فاقتصرنا على ذكر من وقفنا على كتبهم ، وخصوصاً البارزين منهم :
فقد ذكر ابن فهد الحلي (١) ( ت ٧٥٧ ـ ٨٤١ هـ ) ، والمقداد السيوري الحلي (٢) ( ت ٨٢٦ هـ ) ، وشمس الدين محمّد بن شجاع القطان (٣) الحلي ( كان حيّاً عام ٨٣٢ هـ ) مبحث الأذانَ والإقامةَ في كتبهم ، ولم يتعرضوا لموضوع الشهادة بالولاية أصلاً .
__________________
(١) المهذب البارع ١ : ٣٤٩ ، المعتصر في شرح المختصر : ٧٣ . الموجز : ٧١ ، المحرر : ١٥٣ ، مصباح المبتدي : ٢٩١ ، والثلاث الاخيرة مطبوعة ضمن الرسائل العشر لابن فهد الحلي .
(٢) التنقيح الرائع لمختصر الشرائع ١ : ١٨٩ ـ ١٩٠ .
(٣) معالم الدين في فقه آل ياسين ١ : ١٠٣ .