|
وبناءً على هذا ، فالقولُ بأنّ هذه الأخبار موضوعة أمرٌ مشكل ، إلّا أن يَرِدَ ذلك عن أحد المعصومين عليهمالسلام ، وإذا قال بها بعنوان التيمّن والتبرّك فلا بأس به ، وإن لم يقلها كان أَفْضَلَ [ حتى لا يتوهّم فيها الجزئية ] إلّا أن يخاف من عدم ذكرها ، لأنّ الشائع في أكثر البلدان [ ذكرها ] ، وقد سمعتُ كثيراً أنّ من تركها قد اتُّهِمَ بأنّه من العامّة (١) . |
وأمّا القرن الحادي عشـر الهجري فقد عاش فيه فقهاء وحكماء ومتكلّمون كُثُرٌ ، فمن كبار الفقهاء والمحدّثين الذين عاشوا في هذا العصر الشيخ حسن بن زين الدين العاملي « ابن الشهيد الثاني » ( ت ١٠١١ هـ ) صاحب ( منتقى الجمان ) (٢) ، وابنه الشيخ محمّد بن الحسن ( ت ١٠٣٠ هـ ) صاحب ( استقصاء الاعتبار في شرح الاستبصار ) (٣) ، والشـيخ البهائي ( ت ١٠٣١ هـ ) صاحب المصنفات المتعدّدة والكثيرة ، منها ( الحبل المتين ) (٤) ، و ( الإثنا عشرية ) (٥) ، و ( الجامع العباسي ) (٦) ، و ( مفتاح الفلاح ) (٧) وغيرها ، فإنّ هؤلاء الأعاظم لم يتعرّضوا إلى الشهادة بالولاية في كتبهم السـابقة رغم أنّهم تعـرّضوا إلى الأذان والإقامة وفصـولهما وأحكامهما .
لكنّ هناك فقهاء آخرين ، كالشـيخ محمّد تقي المجلسيّ ( ت ١٠٧٠ هـ ) ،
__________________
(١) لوامع صاحبقراني ٣ : ٥٦٦ .
(٢) منتقى الجمان ١ : ٥٠٢ .
(٣) استقصاء الاعتبار ٥ : ٣٦ ـ ٨٤ .
(٤) انظر الحبل المتين ٢ : ٢٦٣ ـ ٣٠٢ .
(٥) انظر الاثنا عشرية : ٣٨ / الفصل الرابع الأفعال اللسانية المستحبة .
(٦) الجامع العباسي : ٣٥ .
(٧) انظر مفتاح الفلاح : ١١٢ ، صورة الأذان .