السلسلة
الذهبية يقول : «
بشرطها وشروطها وأنا من شروطها » . فقد يكون الشيخ رحمهالله أراد الوقوف امام الذين يريدون ادخال الشهادة الثالثة على نحو الجزئية ، وان قوله الانف جاء لهذا الغرض ، لأنّه رحمهالله وحسبما عرفت لا يخطا من يأتي بها لرجحانها في ذاته أو مع ذكر سيد المرسلين بل يعتقد بأن الذي يأتي بها
يثاب على فعله رحمهالله ، لقوله « فمَن أتى بذلك
قاصداً به التأذين ، فقد شرّع في الدّين . ومَن قصدَهُ جزءاً من الأذان في الابتداء ، بطل أذانه بتمامه ، وكذا كلُّ ما انضمّ إليه في
القصد ، ولو اختصَّ بالقصد ، صحّ ما عداه . ومن قصد ذِكر أمير المؤمنين عليهالسلام . . . » . وعليه فالإسلام لا
يتحقّق ولا يكمل إلّا بالولاية لعلي ، لأنّ (
فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ) (١) تشهد بذلك ، وذلك لما روي عن الباقر
والصادق عليهماالسلام في تفسير قوله تعالى (
فِطْرَتَ اللَّهِ ) قالا : هو لا إله إلّا الله ، محمّد
رسول الله ، عليّ أمير المؤمنين ولي الله ، إلى ها هنا التوحيد (٢) . فإذن الولاية هي
كالتوحيد والنبوة ؛ إذ لا يمكن فهم الإسلام إلّا من خلال الاعتراف بالله ورسوله ووليه ، وقد مرّ عليك أنّ الشارع المقدّس كان يحبّذ الدعوة إلى الولاية مع الشهادتين في الأذان ، لما جاء في العلل عن ابن أبي عمير أنّه سال
أبا الحسن «
الكاظم » عن «
حيّ على خير العمل »
« لم تركت ؟ . . . فقال عليهالسلام أن الذي أمر بحذفها [ أي عمر ] لا يريد حثاً عليها ودعوةً إليها » . فالشيخ رحمهالله بكلامه لا يريد المنع من المحبوبية بل يريد المنع من الجزئية
، ومعنى كلامه أن الأذان بدون ذكر الولاية لا يخل به ولا يبطله . بل يمكننا أن نتجاوز
هذا الكلام ونقول بأكثر من ذلك وهو إمكان لحاظ معنى __________________ (١)
الروم : ٣٠ . (٢)
تفسير القمي ٢ : ١٥٥ ، وعنه في بحار الأنوار ٣ : ٢٧٧ . وهذا ما سنتكلم عنه في
الفصل الثالث من هذه الدراسة تحت عنوان « الشهادة الثالثة الشعار والعبادة » .