الدولة الحمدانية (١) .
أما أهل قطيعة أمّ جعفر في بغداد ـ كما حكاه التنوخي عن أبي الفرج الأصفهاني ـ فكانوا يقولون « أشهد ان عليّاً ولي الله » ، و « محمّد وعلي خير البشر » (٢) وقد افتى ابن البراج لمن يقلده من أهل حلب باستحباب القول مرتين « آل محمّد خير البرية » (٣) .
الرابع : إنّ النصوص الصادرة عن المعصومين في معنى الحيعلة الثالثة وفي غيرها لم تختص بـ « أشهد أنّ عليّاً أمير المؤمنين » حتى يلزمنا التعبّد بها ، بل جاءت الصـيغ الثلاث الآنفة في شواذّ الأخبار التي حكاها الشيخ الطوسي ويحيى بن سعيد ، وهي الموجودة في مرسلة الصـدوق كذلك .
وأمّا الجواب عن الإشكال الثاني : فإنّ العدد مرتبط بالإشهاد ، فإن شهد لله بالتوحيد وللرسول بالرسالة مرّة فعليه أن يشهد لعلي بالولاية مرة ، ومن شهد لله وللرسول مرتين فله أن يشهد لعلي بالولاية مرتين ، لقوله عليهالسلام : « من قال : محمّد رسول الله ، فليقل : علي أمير المؤمنين » ، أي أنّ المثلية في العدد ملحوظة في النصّ ، ومن هذا الباب ترى الإشهاد لله ولرسوله ولعلي ثلاثاً في موثقة سنان بن طريف الانفة (٤) .
إذن المثليّة ملحوظة بين فعل الشرط وجزائه ، كما هو ملحوظ في الترتيب بين الشهادات الثلاث ، فتكون الشهادة لله بالوحدانية أوّلاً ، ثم الشهادة للرسول بالنبوة ثم الشهادة لعلي بالولاية ، ومن هنا تعرف معنى ما جاء في تفسير القمي
__________________
(١) زبدة الحلب في تاريخ حلب ١ : ١٥٩ ـ ٦٠ .
(٢) نشوار المحاضرة ، للتنوخي ٢ : ١٣٢ .
(٣) المهذب لابن البراج ١ : ٩٠ .
(٤) مرّت في الصفحة ١٩٠ و ٤٨٢ .