فان قَتَل أو زَنى أو شَرِب فلا يؤمَن ، فإنّه قاسي القلب (٥٤).
يا علي ، ركعتانِ من العالِم أفضلُ من سبعينَ ركعة من الجاهل (٥٥).
يا علي ، العابدُ بلا علم مَثَلُه كمَثَلِ رجل يكيل المَاءَ في البَحرِ لا يَدري زيادتَه من نُقصانِه ، أم كمَثَل رجل يزرعُ السَبْخ (٥٦).
يا علي ، عليكَ بالعلم ولو بالصين ، فإنّه ليسَ شيءٌ أحبُّ إلى اللّهِ تعالى من العالم أو المتعلِّم أو المستمِع (٥٧).
______________________________________________________
(٥٤) فإنّ الجاهل الذي لا يتعلّم يقسو قلبه ، وقسوة القلب هي غلظته وقلّة رحمته وصلابته عن قبول الحقّ وذكر الله والخوف والرجاء وغيرها من الصفات الحميدة .. لذلك يتأتّى منه فعال القسوة ، ولا يكون مأموناً من الشرّ كقتل الأنفس ، والزنا بالأعراض ، وشرب الخمور.
(٥٥) فصلاة العالم تكون مقرونة بمعرفته بالمعبود وتوجّهه إليه وخشوعه له .. ولا تكون صلاة الجاهل كذلك فتنقص من حيث الكيفيّة وإن زادت من حيث الكميّة .. كما تقدّم في وصيّة الفقيه.
(٥٦) السبخ هي الأرض المالحة التي يعلوها الملح ولا يكاد يثبت فيها إلاّ بعض الأشجار ، وعبادة العابد بلا علم لا تحصل منها النتيجة المطلوبة ، والأثر النافع مثل زراعة الأرض السبخة.
(٥٧) إذ لا خير في الدنيا إلاّ لمن علّم أو تعلّم ، فيلزم تعلّم العلم وعدم البقاء على الجهل فإنّ مَنْ لم يصبر على ذلّ السؤال ساعة يلزمه الصبر على ذلّ الجهل أبداً ..
لذلك حثّت الروايات المتواترة على العلم .. وطلبه ولو كان في أقاصي البلاد ، وجعلت الأجر على تعليمه ، وتعلّمه ، وإستماعه .. بل حتّى على محبّة ذلك سَوْقاً للناس إلى نور العلم وإنقاذاً لهم من ظلمة الجهل.