إلى بيت يدخُلهُ الضيفُ والبَعير (٥٩).
يا علي ، أطعِم الطعامَ ، وأفشِ السَّلام (٦٠) ، وصَلِّ باللّيلِ والناسُ نِيام (٦١) ...
______________________________________________________
(٥٩) قيل الإبل إسم جنس يشمل الذكر والاُنثى .. إلاّ أنّ لفظ الإبل ملازم التأنيث ، والبعير مذكّر اللفظ ، ويقال للذكر جمل وللاُنثى ناقة.
ولعلّ الرحمة والبركة في البعير من جهة كثرة منافعه الحاصلة منه وفوائده المترتّبة عليه ، فيؤكل لحمه ، ويشرب لبنه ، ويلبس صوفه ، ويُركب ظهره ، وتنقل الأمتعة عليه ، ويسافر إلى البلدان به ، وتقطع الصحارى به ، ويستفاد عند شدّة العطش من راويته ، ولا يحتاج إلى الإنفاق في علوفته لأنّه يرعى كلّ شيء نابت في البراري.
(٦٠) إفشاء السلام هو ، إظهاره ونشره بين الناس.
(٦١) وجُعلت هذه الثلاثة من المنجيات في حديث المكارم عن الإمام الصادق عليهالسلام ، « المنجيات إطعام الطعام ، وإفشاء السلام ، والصلاة بالليل والناس نيام » (١).
وفي كلّ واحد من هذه الخصال فضل كثير مذكور في بابه فكيف إذا إجتمعت وجلبت نظر رحمة الله تعالى التي توجب البُعد عن العذاب ، بل الدخول في الجنّة.
ففي الحديث عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : « ما من مؤمن يحبّ الضيف إلاّ ويقوم من قبره ووجهه كالقمر ليلة البدر ، فينظر أهل الجمع فيقولون ، ما هذا إلاّ نبي مرسل ، فيقول مَلَك ، هذا مؤمن يحبّ الضيف ويكرم الضيف ، ولا سبيل له إلاّ أن
__________________
١ ـ مكارم الأخلاق ، ج ١ ، ص ٢٩٢ ، ح ٥.