وإذا فعلتَ ذلك نظَر اللّهُ إليك في كلِّ يوم سبعينَ مرّة (٦٢) ، ومن نَظَر اللّهُ إليهِ لم يعذبْه.
يا علي ، أكرِمْ جارَك وكُنْ مُحبّاً لخيرِه ، فإن من يحسد خَيرَ جارِه محى اللّهُ عمرَه في الباطل (٦٣) وأنَفقَ مالَه في غيرِ الحقّ (٦٤).
______________________________________________________
يدخل الجنّة ، قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، إذا أراد الله بقوم خيراً أهدى إليهم هدية ، قالوا ، وما تلك الهدية؟ قال : الضيف ينزل برزقه ، ويرتحل بذنوب أهل البيت » (١).
(٦٢) ومن المعلوم أنّ نظره تعالى هو نظر رحمة ، ورحمته خير مطلق.
(٦٣) أي انقضى عمره في الباطل.
(٦٤) هذا من آثار حسد الجار وترك إكرامه فقد أمر الكتاب الكريم ، وحثّت أحاديث المعصومين عليهمالسلام على إكرام الجار ، والإحسان إليه ، وحسن الجوار معه ..
وقد بلغ الإهتمام بالجار إلى حدّ الإيصاء والتوصية به على لسان الرسول الأمين وأمير المؤمنين .. وجعلوه من الدين المبين .. كما تلاحظها مجموعة في البحار (٢).
حتّى أنّه جاء في الحديث السابع من الباب مسنداً إلى الإمام الرضا عليهالسلام أنّه قال : « ليس منّا من لم يأمن جاره بوائقه » أي غوائله وشروره.
وفي المجمع ما نصّه :
( في الخبر ، كلّ أربعين داراً جيران من بين اليدين والخلف واليمين والشمال .. وفي الحديث ، عليكم بحسن الجوار وحُسن الجوار يعمّر الديار.
ومن جملة حسن الجوار إبتداؤه بالسلام ، وعيادته في المرض ، وتعزيته في
__________________
١ ـ بحار الأنوار ، ج ٧٥ ، ص ٤٦١ ، باب ٩٣ ، ح ١٤.
٢ ـ بحار الأنوار ، ج ٧٤ ، ص ١٥٤ ، باب ١٠ ، الأحاديث.