فإن الجَمْرةَ (٦٧) في فَمِ المُسلم خيرٌ له مِن أنْ يغتابَ مسلماً بما فيه (٦٨).
يا علي ، إذا كنتَ صائماً فلا تُبالِ اغتبتَ أو شَربتَ شربةً ماءاً بارداً بالنّهار (٦٩).
______________________________________________________
وأمّا الإجماع ، فلإجماع المسلمين ، بل ضروري الدين بحرمتها (١).
وأمّا العقل ، فلأنّ غيبة المؤمن إيذاء وإذلال له وهو ظلم ، والظلم قبيح بحكم العقل بل بإستقلاله.
(٦٧) أي جمرة النار ، وهي معروفة في احراقها ، وتأذّي المحترق بها.
(٦٨) إذْ الجمرة من نار الدنيا وهي أهون من نار الآخرة.
(٦٩) من حيث فساد الصوم الحقيقي ، وعدم قبوله ، فإنّ من أدب الصائم الإمساك الكامل عن جميع المحرّمات.
وجاء في حديث محمّد بن مسلم ، قال أبو عبدالله عليهالسلام ، « إذا صمت فليصم سمعك وبصرك وشعرك وجلدك ـ وعدّد أشياء غير هذا ـ وقال : لا يكون يوم صومك كيوم فطرك » (٢).
وفي الحديث أيضاً قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لجابر بن عبدالله ، « يا جابر هذا شهر رمضان ، من صام نهاره ، وقام وِرداً من ليله ، وعفّ بطنه وفرجه ، وكفَّ لسانه خرج من ذنوبه كخروجه من الشهر. فقال جابر ، يا رسول الله ما أحسن هذا الحديث ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، يا جابر وما أشدّ هذه الشروط » (٣).
__________________
١ ـ جواهر الكلام ، ج ٢٢ ، ص ٦٥.
٢ ـ الكافي ، ج ٤ ، ص ٨٧ ، ح ١.
٣ ـ الكافي ، ج ٤ ، ص ٨٧ ، ح ٢.