يا علي ، وَقِّر (٧٦) الشيخَ الكبيرَ والطفَلَ الصغيرَ ، وكنْ للغريبِ كالأخِ القريب (٧٧) ، ولليتيمِ كالأبِ الرحيم (٧٨) ، وللأرملةِ كالزوجِ الشفيق (٧٩) ليكتبَ اللّهُ لَك بكلّ نَفَس مائةَ حسنة ، وبكلِّ حسنة قصراً (٨٠).
يا علي ، مَن أعزَّ الغنيَّ وأهانَ الفقيرَ سُمِّيَ في السماواتِ عدوُّ اللّه (٨١).
______________________________________________________
(٧٦) التوقير هو التعظيم وترفيع الشأن والمنزلة.
(٧٧) من حيث المودّة والمبرّة التي تكون في الأخ.
(٧٨) من حيث إيواء اليتامى ، والإحسان إليهم ، والترحّم عليهم ، والعطوفة بهم وعدم إيذائهم.
(٧٩) من حيث الإحسان إليها ، وتكفّل نفقتها وكسوتها ، والإشفاق بها.
(٨٠) فيكون لكلّ نَفَس مدّة هذه الحسنات وفي زمن الإتيان بها مائة قصر.
(٨١) فإنّ الفقر شعار الصالحين ، وذخيرة المؤمن ليوم الآخرة ، ووسيلة لمكافأة الجنّة .. وليس الفقر لأجل هوان الفقير المؤمن أو استهانته عند الله ، بل هو من باب إعطاء الخير الأكثر في الأيّام الآجلة ، وأنّ مرارة الدنيا حلاوة الآخرة.
فيلزم إكرامهم ويحرم الإستهانة بهم .. فتكون إهانة الفقير مخالفة مع الله تعالى ومعاداة له.
وقد جمع العلاّمة المجلسي ما يقارب تسعين حديثاً في فضل الفقر والفقراء وحبّهم ومجالستهم والرضا بالفقر ، وثواب إكرام الفقراء وعقاب من إستهان بهم فلاحظ (١).
__________________
١ ـ بحار الأنوار ، ج ٧٢ ، ص ١ ـ ٥٦ ، باب ٩٤ ، الأحاديث.