يا علي ، أوحى اللّهُ إلى موسى عليهالسلام ، أَكرمِ الفقيرَ كما تُكرمُ الغنيَّ وإلاّ فاجعلْ كلّما عَمِلتَ تحتَ التراب.
يا علي ، أوحى اللّهُ تعالى إلى إبراهيمَ عليهالسلام ، يا إبراهيم ، أكرِمْ ضيفي كما تُكرمُ ضيفَك .. قال : ياربِّ ، مَن ضيفُك؟ قال : الفقيرُ الحقيرُ بينَ الناس.
يا علي ، قل الحقَّ ولو عَليك ، وتصدّقْ ولو بتمرة واحدة ، وصُمْ أيّامَ البيض (٨٢) ، واستُر عيوبَ الناس .. فإنّه مَنْ فَعَل ذلك نَزَل عليه في كلِّ يوم سبعونَ رحمة ، وعلى مالِه سبعونَ بركة.
يا علي ، ثلاثٌ توجبُ المَقتَ (٨٣) من اللّهِ عزّوجلّ ، الضحكُ من غيرِ عجب (٨٤) ،
______________________________________________________
وبذلك يظهر لك وجه ما أوصى به الله تعالى إلى خليله إبراهيم ، وكليمه موسى عليهماالسلام في الفقرتين الآتيتين.
(٨٢) أيّام البيض على حذف مضاف ، وأصله أيّام الليالي البيض ، وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من الشهر ، وسمّيت بيضاً لبزوغ القمر في تلك الليالي من أوّلها إلى آخرها (١).
(٨٣) المقت هو البغض لأمر قبيح. وقد وردت هذه الفقرة في الخصال (٢) أيضاً.
(٨٤) فإنّ الضحك يلزم أن ينشأ من سبب مُعجب .. فإذا كان من غير عجب كان ناشئاً عن الجهل أو سوء الأدب وهو ممقوت.
__________________
١ ـ مجمع البحرين ، ص ٣٥١.
٢ ـ الخصال ، ص ٨٩ ، ح ٢٥.