ونومُ النهارِ من غيرِ سَهَر الليل (٨٥) ، والأكلُ إلى غَلبةِ الشبع (٨٦).
يا علي ، ثلاثةٌ محجوبونَ عن رحمةِ اللّه ، من باتَ شبعاناً وعَلِم أنّ جارَه طاو (٨٧) ، ومن جَلَد عبدَه (٨٨) ، ومن ردَّ هديَة صدِيقه (٨٩).
يا علي ، لا تكنْ لَجوجاً ولا تُصاحبْ أهلَ اللّجاجة (٩٠) ،
______________________________________________________
(٨٥) فإنّ ذلك من البطالة وهي مبغوضة.
(٨٦) فإنّه مكروه موجب لقسوة القلب وهي ممقوتة.
(٨٧) الطوي هو الجوع .. وطاوي البطن هو مَنْ كان خالي البطن .. وفي الحديث الشريف ، « ما آمن بي من بات شبعاناً وجاره المسلم جائع » (١).
(٨٨) الجَلْد هو الضرب بالسوط وهو ظلم للعبد .. وفي الحديث الصادقي عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « ألا أُنبئكم بشرّ الناس؟ قالوا ، بلى يا رسول الله ، فقال : مَنْ سافر وحده ، ومنع رفده ، وضرب عبده » (٢).
(٨٩) ففي الحديث عن الإمام الكاظم عليهالسلام ، عن آبائه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، « مِنْ تكرمة الرجل لأخيه المسلم أن يقبل تحفته ، أو يتحفه ممّا عنده ولا يتكلّف شيئاً » (٣).
فتكون ردّ الهديّة ردّ الكرامة.
(٩٠) لجَّ في الأمر ، تمادى عليه وأبى أن ينصرف عنه .. والمُلاجَّة ، التمادي في الخصومة (٤).
__________________
١ ـ بحار الأنوار ، ج ٧٤ ، ص ١٥١ ، باب ٩ ، ح ٨.
٢ ـ بحار الأنوار ، ج ٧٤ ، ص ١٤١ ، باب ٤ ، ح ٧.
٣ ـ بحار الأنوار ، ج ٧٥ ، ص ٤٥ ، باب ٣٧ ، ح ٦.
٤ ـ لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٣٥٣.