وعينٌ فاضَتْ من خشيةِ اللّه (٥٤).
______________________________________________________
(٥٤) فاض الماء أي سال وجرى ، وفاضت عينه بالدموع أي سالت ، فلا تبكي عين سال دمعها من خوف الله تعالى.
ولا يخفى في المقام ورود الأحاديث الاُخرى المتظافرة في فضل البكاء لمصيبة الأئمّة النجباء أيضاً ، خصوصاً خامس أصحاب الكساء صلوات الله عليهم في جميع الآناء.
ففي حديث الإمام الرضا عليهالسلام ، « من تذكّر مصابنا وبكى لما اُرتكب منّا كان معنا في درجتنا يوم القيامة ، ومن ذُكِّر بمصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون ... » (١).
وفي حديث الإمام الباقر عليهالسلام ، « كان علي بن الحسين عليهالسلام يقول : أيّما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين بن علي عليهالسلام دمعةً حتّى تسيل على خدّه بوّأه الله بها في الجنّة غرفاً يسكنها أحقاباً ، وأيّما مؤمن دمعت عيناه حتّى تسيل على خدّه فينا لأذىً مسَّنا من عدوِّنا في الدنيا بوّأه الله بها في الجنّة مبوّأ صدق ، وأيّما مؤمن مسَّه أذىً فينا فدمعت عيناه حتّى تسيل على خدّه من مضاضة ما اُوذي فينا صرف الله عن وجهه الأذى وآمنه يوم القيامة من سخطه والنار » (٢).
وفي حديث الإمام الصادق عليهالسلام في فضل البكاء على الإمام الحسين عليهالسلام جاء قوله :
« ... وما عينٌ أحبّ إلى الله ولا عبرة من عين بكت ودمعت عليه ، وما من
__________________
١ ـ بحار الأنوار ، ج ٤٤ ، ص ٢٧٨ ، باب ٣٤ ، ح ١.
٢ ـ كامل الزيارات ، ص ١٠٠ ، باب ٣٢ ، ح ١.