يا علي ، طُوبى (٥٥) لصورة (٥٦) نَظَر اللّهُ إليها وهي تبكي على ذنب لم يَطّلع على ذلك الذّنب أحدٌ غيرُ اللّه.
يا علي ، ثلاثٌ موبقات (٥٧) وثلاثٌ منجيات ، فأمّا الموبِقات ، فهوىً متّبع ، وشُحٌّ مُطاع ، وإعجابُ المرء بنفسه ، وأمّا المنجيات ، فالعدلُ في الرِّضا والغَضب ، والقصدُ في الغنى والفَقر ، وخوفُ اللّهِ في السرِّ
______________________________________________________
باك يبكيه إلاّ وقد وصل فاطمة وأسعدها عليه ، ووصل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأدّى حقّنا ، وما من عبد يحشر إلاّ وعيناه باكية إلاّ الباكين على جدّي فانّه يحشر وعينه قريرة والبشارة تلقاه ، والسرور في وجهه ، والخلق في الفزع وهم آمنون ، والخلق يُعرَضون وهم حُدّاث الحسين عليهالسلام تحت العرش وفي ظلّ العرش ، لا يخافون سوء الحساب ، يقال لهم ، اُدخلوا الجنّة فيأبون ويختارون مجلسه وحديثه.
وانّ الحور لترسل إليهم انّا قد إشتقناكم مع الولدان المخلّدين ، فما يرفعون رؤوسهم إليهم ، لما يرون في مجلسهم من السرور والكرامة.
وإنّ أعداءهم من بين مسحوب بناصيته إلى النار ، ومن قائل : ( ما لَنا مِنْ شافِعين ولا صَديق حَميم ) ... » (١).
(٥٥) طوبى في الأصل إسم شجرة الخير المعروفة في الجنّة ويُدعى بها لطيب العيش ولبلوغ الخير ، وللوصول إلى أقصى الاُمنيّة والأمل ، وقد تقدّم ذكرها في وصيّة الفقيه فلاحظ.
(٥٦) الصورة وجمعها صُوَر كغرفة وغُرَف هي وجه الشيء ، أي طوبى لوجه نظر الله إليه وهو يبكي على ذنبه الذي لم يطلع عليه إلاّ الله تعالى.
(٥٧) أي مهلكات وقد مضت هذه الخصال في وصيّة الفقيه فراجع.
__________________
١ ـ بحار الأنوار ، ج ٤٥ ، ص ٢٠٧ ، ب ٤ ، ح ١٣.