ليلعلم للإنس أن الجن لا يعلمون الغيب مأثور ، أو لم يمت إلا على فراشه وكان الباب مغلقا عليه كعادته في عبادته فأكلت الأرضة العتبة بعد سنة فخر الباب ساقطا وكان سليمان يعتمد على العتبة إذا جلس.
(دَابَّةُ الْأَرْضِ) الأرضة أو دابة تأكل العيدان يقال لها القادح.
(مِنْسَأَتَهُ) العصا بلغة الحبشة ، أو مأخوذ من نسأت الغنم إذا سقتها.
(تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ) المسخرين أنهم لو علموا الغيب.
(ما لَبِثُوا فِي الْعَذابِ) أو تبينت الإنس أن الجن لو علموا الغيب (ما لَبِثُوا فِي الْعَذابِ) سنة ، أو أوهمهم الجن أنهم يعلمون الغيب فدخل عليهم شبهة فلما خرّ عرفوا كذبهم وزالت الشّبهة.
(لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ) [سبأ : ١٥].
(لِسَبَإٍ) أرض باليمن يقال لها مأرب ، أو قبيلة سموا باسم أبيهم ، أو أمهم وبعث إليهم ثلاثة عشر نبيا.
(جَنَّتانِ) أحدهما عن يمين الوادي والأخرى عن شماله.
(آيَةٌ) كانت المرأة تمشي ومكتلها على رأسها فيمتلىء وما مسته بيدها ، أو لم يكن في قريتهم ذباب ولا بعوض ولا برغوث ولا بق ولا حية ولا عقرب ويأتيهم الركب في ثيابهم القمل والدواب فتموت تلك الدواب.
(كُلُوا مِنْ رِزْقِ) الجنتين.
(بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ) قيل هي صناء.
(فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ) [سبأ : ١٦].
(فَأَعْرَضُوا) عن اتباع الرسل.
(الْعَرِمِ) المطر الشديد أو المسناة بالحبشية ، أو العربية ، أو اسم واد تجتمع فيه المياه من أودية سبأ فسدوه بين جبلين بالحجارة والقار وجعلوا له أبوابا يأخذون منه ما شاءوا فلما تركوا أمر الله تعالى بعث عليه جرذا يقال له الخلد فخرقه فأغرق بساتينهم وأفسد أرضهم ، أو ماء أحمر أرسل في السد فخرقه وهدمه ، أو الجرذ الذي نقب السد.
(جَنَّتَيْنِ) ليزدوج الكلام كقوله فاعتدوا عليه لأنهما لم يتبدلا بجنتين.
(أُكُلٍ) البرير ثمر الخمط ، أو اسم لثمر كل شجرة.