(قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) [سبأ : ٣٩].
(فَهُوَ يُخْلِفُهُ) إذا شاء ورآه صلاحا كإجابة الدعاء ، أو يخلفه بالأجر في الآخرة إذا أنفق في الطاعة ، أو معناه فهو أخلفه لأن نفقته من خلف الله تعالى ورزقه.
(وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كانُوا يَعْبُدُونَ) [سبأ : ٤٠].
(يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً) المشركون ومن عبدوه من الملائكة.
(أَهؤُلاءِ) استفهام تقرير.
(قالُوا سُبْحانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ) [سبأ : ٤١].
(أَنْتَ وَلِيُّنا) الذي نواليه بالطاعة ، أو ناصرنا.
(يَعْبُدُونَ الْجِنَّ) يطيعونهم في عبادتنا.
(وَما آتَيْناهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَها وَما أَرْسَلْنا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ) [سبأ : ٤٤].
(وَما آتَيْناهُمْ مِنْ كُتُبٍ) ما نزّل على مشركي قريش كتابا قط.
(يَدْرُسُونَها) فيعلمون أن الذي جئت به حق ، أو باطل ، أو فيعلمون أن لله شركاء كما زعموا.
(مِنْ نَذِيرٍ) ما جاءهم رسول قط غيرك.
(وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَما بَلَغُوا مِعْشارَ ما آتَيْناهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ) [سبأ : ٤٥].
(وَما بَلَغُوا مِعْشارَ) ما عملوا معشار ما أمروا به ، أو ما أعطي من كذب محمدا صلىاللهعليهوسلم معشار ما أعطي من قبلهم من القوة والمال ، أو ما بلغ الذين من قبلهم معشار شكر ما آتيناهم ، أو ما أعطي من قبلهم معشار ما أعطي هؤلاء من البيان والعلم والبرهان فلا أمة أعلم من أمته ولا كتاب أبين من كتابه. والمعشار والعشر واحد ، أو المعشار عشر العشر وهو العشير ، أو عشر العشير والعشير عشر العشر فيكون جزءا من ألف.
(نَكِيرِ) عقابي تقديره فأهلكتهم فكيف كان نكيري.
(قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى وَفُرادى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ) [سبأ : ٤٦].
(بِواحِدَةٍ) طاعة الله تعالى ، أو قول لا إله إلا الله.
(أَنْ تَقُومُوا) بالحق كقوله (وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتامى بِالْقِسْطِ) [النساء : ١٢٧].