قلوبهم فضلوا عن الحق فلا يهتدون إليه والمطموس الذي لا يكون بين عينيه شق مأخوذ من طمس الأثر.
(وَلَوْ نَشاءُ لَمَسَخْناهُمْ عَلى مَكانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطاعُوا مُضِيًّا وَلا يَرْجِعُونَ) [يس : ٦٧].
(لَمَسَخْناهُمْ) أقعدناهم على أرجلهم فلا يستطيعون تقدما ولا تأخرا ، أو لأهلكناهم في مساكنهم ، أو لغيرنا خلقهم فلا ينتقلون.
(فَمَا اسْتَطاعُوا) لو فعلنا ذلك تقدما ولا تأخرا أو ما استطاعوا مضيا في الدنيا ولا رجوعا فيها.
(وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ) [يس : ٦٨].
(نُعَمِّرْهُ) ببلوغ الهرم ، أو ثمانين سنة. (نُنَكِّسْهُ) نرده إلى الضعف وحالة الصغر لا يعلم شيئا ، أو نغير سمعه وبصره وقواه.
(أَفَلا يَعْقِلُونَ) أن فاعل هذا قادر على البعث.
(لِيُنْذِرَ مَنْ كانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكافِرِينَ) [يس : ٧٠].
«لتنذر» يا محمد وبالياء القرآن. (حَيًّا) عاقلا ، أو مؤمنا ، أو مهتديا ، أو حي القلب والبصر. (وَيَحِقَّ الْقَوْلُ) يجب العذاب.
(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا أَنْعاماً فَهُمْ لَها مالِكُونَ) [يس : ٧١].
(مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا) من فعلنا من غير أن نكله إلى غيرنا ، أو بقوتنا (وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ) [الذاريات : ٤٧].
(مالِكُونَ) ضابطون ، أو مقتنون ، أو مطيقون.
(وَذَلَّلْناها لَهُمْ فَمِنْها رَكُوبُهُمْ وَمِنْها يَأْكُلُونَ) [يس : ٧٢].
(رَكُوبُهُمْ) الدابة التي تصلح للركوب.
(وَلَهُمْ فِيها مَنافِعُ وَمَشارِبُ أَفَلا يَشْكُرُونَ) [يس : ٧٣].
(مَنافِعُ) لباس أصوافها. (وَمَشارِبُ) ألبانها.
(لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ) [يس : ٧٥].
(جُنْدٌ) شيعة ، أو أعوان أي المشركون جند الأصنام.
(مُحْضَرُونَ) في النار ، أو عند الحساب ، أو في الدفع عن الأصنام وهي لا تدفع عنهم.
قال قتادة : كانوا في الدنيا يغضبون لآلهتهم إذا ذكرت بسوء وآلهتهم لا تنصرهم.
(أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ) [يس : ٧٧].
(أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسانُ) أبي بن خلف جادل في البعث ، أو العاص بن وائل أخذ عظما من