(قالُوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ) [يس : ٥٢].
(قالُوا يا وَيْلَنا) يقوله المؤمنون ثم يجيبون أنفسهم فيقولون :.
(هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ) أو يقوله الكفار فيقول لهم المؤمنون ، أو الملائكة (هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ)
(إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ) [يس : ٥٥].
(شُغُلٍ) عما يلقاه أهل النار ، أو افتضاض الأبكار ، أو الطرب أو النعمة.
(فاكِهُونَ) وفكهون واحد كحاذر وحذر ، أو الفكه الذي يتفكه بالطعام أو بأعراض الناس والفاكه ذو الفاكهة وها هنا فرحون ، أو ناعمون ، أو معجبون ، أو ذو فاكهة كشاحم ولا حم ولا بن وتامر.
(لَهُمْ فِيها فاكِهَةٌ وَلَهُمْ ما يَدَّعُونَ) [يس : ٥٧].
(ما يَدَّعُونَ) يشتهون ، أو يسألون ، أو يتمنون ، أو يدعونه فيأتيهم مأخوذ من الدعاء.
(سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ) [يس : ٥٨].
(سَلامٌ) تسليم الرب عليهم إكراما لهم ، أو تبشيره لهم بالسلامة.
(وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ) [يس : ٦٢].
(جِبِلًّا) جموعا ، أو أمما ، أو خلقا.
(الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ) [يس : ٦٥].
(نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ) ليعرفهم أهل الموقف فيتميزون منهم ، أو لأن إقرار غير الناطق وشهادته أبلغ من إقرار الناطق ، أو ليعلم أن أعضاءه التي أعانته في حق نفسه من المعصية صارت شهودا عليه في حق الله ، أو إذا قالوا (وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ) [الأنعام : ٢٣] ختم على أفواههم حتى نطقت جوارحهم.
(وَتُكَلِّمُنا) نطقا ، أو يظهر منها ما يقوم مقام الكلام ، أو إن الموكلين بها يشهدون عليها.
وسمي كلام الأرجل شهادة لأن العمل باليد والرجل حاضرة وقول الحاضر على غيره شهادة وقول الفاعل على نفسه إقرار فعبّر عما صدر عن الأيدي بالكلام وعما صدر عن الأرجل بالشهادة قال الرسول صلىاللهعليهوسلم : «أول عظم من الإنسان يتكلم فخذه من الرجل اليسرى».
(وَلَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ) [يس : ٦٦].
(لَطَمَسْنا) أعمينا أبصار المشركين في الدنيا فضلوا عن الطريق فلا يبصرونه أو أعمينا