وتقلب الأسفار نزلت لما قال المسلمون نحن في جهد والكفار في سعة.
(كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجادَلُوا بِالْباطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ عِقابِ) [غافر : ٥].
(لِيَأْخُذُوهُ) ليقتلوه ، أو ليحبسوه ويعذبوه والأسير أخيذ لأنه يؤسر للقتل وأخذهم له عند دعائه لهم ، أو عند نزول العذاب بهم.
(وَجادَلُوا) بالشرك ليبطلوا به الإيمان. (فَأَخَذْتُهُمْ) فعاقبتهم. (فَكَيْفَ كانَ عِقابِ) سؤال عن صدق العقاب ، أو عن صفته. قال قتادة : شديد والله.
(وَكَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحابُ النَّارِ) [غافر : ٦].
(وَكَذلِكَ) أي كما حقت كلمة العذاب على أولئك حقت على هؤلاء.
(حَقَّتْ) وجب عذاب ربك ، أو صدق وعده أنهم أصحاب النار جعلهم لها أصحابا لملازمتهم لها.
(الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ) [غافر : ٧].
(رَحْمَةً) نعمة عليه. (وَعِلْماً) به ، أو وسعت رحمتك وعلمك كل شيء كقولهم : طبت نفسا. (تابُوا) من الشرك. (سَبِيلَكَ) الإسلام لأنه طريق الجنة.
(وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ) بتوفيقهم لطاعتك.
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنادَوْنَ لَمَقْتُ اللهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمانِ فَتَكْفُرُونَ) [غافر : ١٠].
(يُنادَوْنَ) في القيامة ، أو في النار.
(لَمَقْتُ اللهِ) لكم إذا دعيتم إلى الإيمان فكفرتم.
(أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ) أنفسكم لما عاينتم العذاب وعلمتم أنكم من أهل النار ، أو مقته إياكم إذا عصيتموه أكبر من مقت بعضكم لبعض حين علمتم أنهم أضلوكم واللام في.
(لَمَقْتُ) لام اليمين تدخل على الحكاية ، أو ما ضارعها ، أو لام ابتداء قاله البصريون.
(قالُوا رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ) [غافر : ١١].
(أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ) إحداهما خلقهم أمواتا في الأصلاب والأخرى موتهم في الدنيا وحياة في الدنيا والثانية بالبعث أو أحياهم يوم الذر لأخذ الميثاق ثم أماتهم ثم أخرجهم أحياء ثم أماتهم