(وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ) [الدخان : ١٩].
(لا تَعْلُوا عَلَى اللهِ) لا تبغوا على الله ، أو لا تفتروا عليه البغي بالفعل والافتراء بالقول ، أو لا تعظموا عليه ، أو لا تستكبروا على عبادته. التعظيم تطاول المقتدر والاستكبار ترفع المحتقر.
(بِسُلْطانٍ مُبِينٍ) بحجة بيّنة ، أو عذر بيّن.
(وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ) [الدخان : ٢٠].
(عُذْتُ) لجأت ، أو استعنت الملتجىء مستدفع والمستعين مستنصر.
(تَرْجُمُونِ) بالحجارة ، أو تقتلوني أو تشتموني فتقولوا ساحر وكاهن وشاعر.
(وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ) [الدخان : ٢١].
(فَاعْتَزِلُونِ) إن لم تصدقوني فخلوا سبيلي وكفوا عن أذيتي.
(وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ) [الدخان : ٢٤].
(رَهْواً) سمتا ، أو يابسا ، أو سهلا ، أو طريقا ، أو منفرجا ، أو فرقا ، أو ساكنا لما نجوا من البحر أراد موسى عليه الصلاة والسّلام أن يضربه بالعصا ليعود إلى حاله خوفا أن يدركهم فرعون فقيل له : اترك البحر رهوا أي طريقا يابسا حتى يدخلوه.
(إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ) قال مقاتل هو النيل كان عرضه يومئذ فرسخين. قال الضحاك غرقوا بالقلزم وهو بلد بين الحجاز ومصر.
(كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) [الدخان : ٢٥].
(وَعُيُونٍ) من الماء عند الجمهور ، أو من الذهب عند ابن جبير.
(وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ) [الدخان : ٢٦].
(وَزُرُوعٍ) كانوا يزرعون ما بين الجبلين من أول مصر إلى آخرها وكانت تروى من ستة عشر ذراعا لما دبروه وقدروه من قناطر وجسور.
(وَمَقامٍ كَرِيمٍ) المنابر ، أو المساكن ، أو مجالس الملوك. (كَرِيمٍ) حسن ، أو المعطي لذته كما يعطي الرجل الكريم صلته ، أو كريم لكرم من فيه.
(وَنَعْمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ) [الدخان : ٢٧].
(وَنَعْمَةٍ) نيل مصر ، أو الفيوم ، أو أرض مصر لكثرة خيرها ، أو ما كانوا فيه من سعة ودعة.
(النَّعْمَةِ) بكسر النون في الملك وبفتحها في البدن والدين ، أو بالكسر من الأفضال والعطية وبفتحها من التنعم وهو سعة العيش والراحة.
(فاكِهِينَ) فرحين ، أو ناعمين ، أو الفاكه المتمتع بأنواع اللذة كتمتع الآكل بأنواع