بِها فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ) [الأحقاف : ٢٠].
(طَيِّباتِكُمْ) شبابكم وقوتكم من قولهم ذهب أطيباه أي شبابه وقوته. قاله الضحاك.
(الْهُونِ) الهوان بلغة قريش.
(وَاذْكُرْ أَخا عادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللهَ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) [الأحقاف : ٢١].
(أَخا عادٍ) في النسب.
(بِالْأَحْقافِ) جمع حقف وهو ما استطال واعوج من الرمل العظيم ولم يبلغ أن يكون جبلا هي رمال مشرفة على البحر في الشّحر باليمن ، أو أرض من حسمى تسمى الأحقاف ، أو جبل بالشام يسمى الأحقاف ، أو ما بين عمان وحضرموت ، أو واد بين عمان ومهرة.
(وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ) الرسل. (مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ) قبله. (وَمِنْ خَلْفِهِ) بعده.
(قالُوا أَجِئْتَنا لِتَأْفِكَنا عَنْ آلِهَتِنا فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) [الأحقاف : ٢٢].
(لِتَأْفِكَنا) لتزيلنا عن عبادتها بالإفك ، أو لتصدنا عنها بالمنع.
(فَلَمَّا رَأَوْهُ عارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قالُوا هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيها عَذابٌ أَلِيمٌ) [الأحقاف : ٢٤].
«العارض» : السحاب لأخذه في عرض السماء أو لأنه يملأ آفاقها ، أو لأنه مار فيها والعارض المار الذي لا يلبث وهذا أشبه ، وكان المطر أبطأ عنهم فظنوه سحابا ممطرا. فقال بكر بن معاوية منهم هذا عارض ممطر فنظر إليه هود فقال.
(بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ) لأنهم استعجلوا العذاب استهزاء فنظر بكر بن معاوية إلى السحاب فقال إني لأرى سحابا مرمدا لا يبقى من عاد أحدا ، والريح : الدبور كانت تأتيهم بالرجل الغائب حتى تقذفه في ناديهم واعتزل هود والمؤمنون في حظيرة لا يصيبهم منها إلا ما يلين على الجلود وتلذ به الأنفس وإنها لتمر من عاد بالظّعن بين السماء والأرض قال شاعرهم :
فدعا هود عليهم |
|
دعوة أضحوا همودا |
عصفت ريح عليهم |
|
تركت عادا خمودا |
سخرت سبع ليال |
|
لم تدع في الأرض عودا |
وعمّر هود بعدهم في قومه مائة وخمسين سنة.