(لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ) [الفتح : ٥].
(هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً) [الفتح : ٤].
(السَّكِينَةَ) الصبر على أمر الله ، أو الثقة بوعده ، أو الرحمة لعباده.
(وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ الظَّانِّينَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً) [الفتح : ٦].
(ظَنَّ السَّوْءِ) أن له شريكا ، أو أنه لن يبعث أحدا ، أو أن يجعلهم كرسوله ، أو ينصرهم عليه. ظنت أسد وغطفان لما خرج الرسول صلىاللهعليهوسلم إلى الحديبية أنه يقتل أو ينهزم فعاد رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى المدينة سالما ظافرا.
(إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً) [الفتح : ٨].
(شاهِداً) على أمتك بالبلاغ ، أو بأعمالهم من طاعة ومعصية ، أو مبينا لهم ما أرسلت به. (وَمُبَشِّراً) للمؤمنين. (وَنَذِيراً) للكافرين ، أو مبشرا بالجنة للطائع ونذيرا بالنار للعاصي.
(لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) [الفتح : ٩].
(وَتُعَزِّرُوهُ) الضمائر الثلاثة لله ، فتوقيره بإثبات ربوبيته ونفي الأولاد والشركاء عنه ، أو التعزير والتوقير للرسول صلىاللهعليهوسلم فتوقيره أن يدعى بالنبوة والرسالة دون الاسم والكنية ، أو تسوّدوه ، والتعزير المنع وها هنا الطاعة ، أو التعظيم ، أو النصر.
(وَتُسَبِّحُوهُ) بتنزيهه عن كل قبيح ، أو بالصلاة المشتملة على التسبيح.
(بُكْرَةً وَأَصِيلاً) غودة وعشيا.
(إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) [الفتح : ١٠].
(يُبايِعُونَكَ) بيعة الرضوان. (إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ) لأن بيعة نبيه طاعة له. سميت بيعة تشبيها بالبيع ، أو لأنهم باعوا أنفسهم بالجنة.
(يَدُ اللهِ) عقده في هذه البيعة فوق عقودهم ، أو قوته في نصرة النبي فوق قوتهم ، أو ملكه فوق ملكهم لأنفسهم ، أو يده بالمنة في هدايتهم فوق أيديهم في طاعتهم ، أو يده عليهم في فعل الخير بهم فوق أيديهم في بيعتهم.
(نَكَثَ) نقض العهد عند الجمهور ، أو كفر. (عاهَدَ عَلَيْهُ) في البيعة ، أو الإيمان.
(بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلى أَهْلِيهِمْ أَبَداً وَزُيِّنَ ذلِكَ فِي