ما كان مع الأهل والولد بخلاف الإخراج فقد يكون مع بقائهما والجلاء لا يكون إلا لجماعة والإخراج قد يكون لواحد.
(ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها فَبِإِذْنِ اللهِ وَلِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ) [الحشر : ٥].
(لِينَةٍ) النخلة من أي صنف كانت أو كرام النخل أو العجوة وكانت العجوة والعتيق مع نوح في السفينة والعتيق الفحل وكانت العجوة أصول الإناث كلها ولذلك شق على اليهود قطعها أو اللينة الفسيلة لأنها ألين من النخلة أو جميع الأشجار للينها بالحياة وقال الأخفش اللينة من اللون لا من اللين قطعوا وأحرقوا ست نخلات أو قطعوا نخلة وحرقوا أخرى توسيعا للمكان أو إضعافا لهم فقالوا ألست تزعم أنك نبي تريد الصلاح أفمن الصلاح قطع النخل وعقر الشجر. وقال شاعرهم سماك اليهودي :
ألسنا ورثنا الكتاب الحكيم |
|
على عهد موسى ولم نصدف |
وأنتم رعاء لشاء عجاف |
|
بسهل تهامة والأخيف |
ترون الرعاية مجدا لكم |
|
لدى كل دهر لكم مجحف |
فيا أيها الشاهدون انتهوا عن |
|
الظلم والمنطق الموكف |
لعل الليالي وصرف الدهور |
|
يديل من العادل المنصف |
بقتل النضير وإجلائها |
|
وعقر النخيل ولم يقطف |
فأجابه حسان بن ثابت :
هم أوتوا الكتاب فضيعوه |
|
وهم عمي عنا لتوراة بور |
كفرتم بالقرآن وقد أبيتم |
|
بمصداق الذي قال النذير |
فهان على سراة بني لؤي |
|
حريق بالبويرة مستطير |
وحز في صدور بعض المسلمين ما فعلوه فقالوا هذا فساد ، وقال آخرون : هذا مما تحدى الله به أعداءه وينصر به أولياءه ، فقالوا : يا رسول الله هل لنا فيما قطعنا من أجر وفيما تركنا من وزر فشق ذلك على الرسول صلىاللهعليهوسلم فنزلت.
(وَما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ وَلكِنَّ اللهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [الحشر : ٦].
(أَوْجَفْتُمْ) الإيجاف الإسراع ، والركاب : الإبل فكانت أموالهم للرسول صلىاللهعليهوسلم خاصة فقسهما في المهاجرين إلّا سهل بن حنيف وأبا دجانة فإنهما ذكرا فقرا فأعطاهما.