(رَهَقاً) طغيانا أو إثما أو خوفا أو كفرا أو أذى أو غيا أو عظمة أو سفها.
(وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً) [الجن : ٨].
(لَمَسْنَا) طلبنا التمست الرزق ولمسته أو قاربناها لأن الملموس مقارب فوجدنا أبوابها أو طرقها.
(حَرَساً شَدِيداً) الملائكة الغلاظ الشداد.
(وَشُهُباً) جمع شهاب وهو انقضاض الكواكب المحترقة وكان انقضاضها قبل البعث وإنّما زيد بالبعث إنذارا بحال الرسول صلىاللهعليهوسلم قاله الأكثر وقال الجاحظ لم يكن الانقضاض إلا بعد المبعث.
(وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهاباً رَصَداً) [الجن : ٩].
(مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ) كانوا يسمعون من الملائكة الأخبار فيلقونها إلى الكهنة فلما حرست بالشهب قالوا ذلك ، ولم يكن لهم طريق إلى استماع الوحي قبل الحراسة ولا بعدها.
(وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً) [الجن : ١٠].
(لا نَدْرِي) هل بعث محمد ليؤمنوا به فيرشدوا أم يكفروا به فيعاقبوا وهل حراسة السماء لرشد وثواب أم لشر وعقاب.
(وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذلِكَ كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً) [الجن : ١١].
(الصَّالِحُونَ) المؤمنون. (دُونَ ذلِكَ) المشركون.
(طَرائِقَ قِدَداً) فرقا شتى أو أديانا مختلفة أو أهواء متباينة.
(وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً) [الجن : ١٣].
(لَمَّا سَمِعْنَا) القرآن من الرسول صدقنا به وكان مبعوثا إلى الإنس والجن قال الحسن لم يبعث الله تعالى رسولا قط من الجن ولا من أهل البادية ولا من النساء لقوله : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرى) [يوسف : ١٠٩].
(بَخْساً) نقصا من حسناته ولا زيادة في سيئاته البخس : النقصان والرهق : العدوان وهذا من قول الجن.
(وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً) [الجن : ١٤].
(الْقاسِطُونَ) الخاسرون أو الفاجرون أو الناكثون القاسط : الجائر لعدوله عن الحق