ربك قد قلاك مما رأى من جزعك فنزلت ، أو أبطأ الوحي فقالوا : ودع محمدا ربّه فنزل.
(ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ) ما قطع الوحي عندك توديعا لك.
(وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى) [الضحى : ٤].
(وَلَلْآخِرَةُ) لما عرض على الرسول صلىاللهعليهوسلم ما يفتح على أمته من بعده كفرا بعد كفر فسرّ بذلك نزل (وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ.)
(وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى) [الضحى : ٥].
(وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ) أي أجر الآخرة خير مما أعجبك في الدنيا أو الذي لك عند الله أعظم مما أعطاك من كرامة الدنيا.
(أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى) [الضحى : ٦].
(يَتِيماً) لا مثل لك ولا نظير فآواك إلى نفسه واختصك لرسالته ، درة يتيمة إذا لم يكن لها مثل أو يتيما بموت أبويك فآواك بكفالة أبي طالب لأن عبد المطلب كفله بعد أبويه ثم مات عبد المطلب فكفله أبو طالب أو جعل لك مأوى لنفسك أغناك به عن كفالة عبد المطلب.
(وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى) [الضحى : ٧].
(ضَالًّا فَهَدى) لا تعرف الحق فهداك إليه أو عن النبوة فهداك إليها أو عن الهجرة فهداك إليها أو في قوم ضلال فهداك لإرشادهم أو ناسيا فأذكرك كقوله (أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما) [البقرة : ٢٨٢] أو طالبا للقبلة فهداك إليها عبر عن الطلب بالضلال لأن الضال طالب أو وجدك متحيرا في بيان ما نزل عليك فهداك إليه عبر عن التحير بالضلال لأن الحيرة تلزم الضلال أو ضائعا في قومك فهداك إليهم أو محبا للهداية فهداك إليها ومنه (إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ) [يوسف : ٩٥] أي محبتك.
(وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى) [الضحى : ٨].
(عائِلاً) ذا عيال فكفاك أو فقيرا فمولك أو فقيرا من الحجج والبراهين فأغناك بها أو وجدك العائل الفقير فأغناه بك.
(فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ) [الضحى : ٩].
(فَلا تَقْهَرْ) لا تحقر أو لا تظلم أو لا تستذل أو لا تمنعه حقه الذي في يدك أو كن لليتيم كالرب الرحيم.
(وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ) [الضحى : ١٠].
(السَّائِلَ) للبر إذا رددته فرده برفق ولين أو السائل عن الدين لا تغلظ عليه وأجبه برفق ولين.