(حُكْماً) عقلا ، أو نبوة ، أو القرآن ، أو الفقه. (وَعِلْماً) بما في دينه وحدوده وشرائعه ، أو فهما ، أو فقها.
(وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِها فَوَجَدَ فِيها رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هذا مِنْ شِيعَتِهِ وَهذا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ قالَ هذا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ) [القصص : ١٥].
(الْمَدِينَةَ) مصر ، أو منف ، أو عين شمس.
(حِينِ غَفْلَةٍ) نصف النهار وهم قائلون ، أو بين المغرب والعشاء ، أو يوم عيد لهم وهم في لهوهم ، أو لأنهم غفلوا عن ذكره لبعد عهدهم به.
(مِنْ شِيعَتِهِ) إسرائيلي ومن عدوه قبطي ، أو من شيعته مسلم ومن عدوه كافر. سخر القبطي الإسرائيلي ليحمل حطبا إلى مطبخ فرعون فامتنع ، واستغاث بموسى وكان خبازا لفرعون.
(فَوَكَزَهُ) ولكزه واحد إلا أن الوكز الدفع في الصدر واللكز الدفع في الظهر. ولم يرد موسى بذلك قتله.
(فَقَضى عَلَيْهِ) أي قتله ولم يكن مباحا حينئذ لأنها حال كف عن القتال
(عَمَلِ الشَّيْطانِ) إغوائه.
(قالَ رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ) [القصص : ١٧].
(أَنْعَمْتَ عَلَيَّ) من المغفرة ، أو الهداية.
(فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خائِفاً يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قالَ لَهُ مُوسى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ) [القصص : ١٨].
(خائِفاً) من الله تعالى ، أو من قومه ، أو أن يؤخذ بقتل النفس.
(يَتَرَقَّبُ) يتلفت من الخوف ، أو ينتظر عقوبة الله تعالى إن جعلنا خوفه منه ، أو أن يسلمه قومه للقتل إن كان خوفه منهم. أو أن يطلب بقتل النفس إن كان خوفه من الأخذ بها.
(يَسْتَصْرِخُهُ) على قبطي آخر خاصمه.
(لَغَوِيٌّ) قاله للإسرائيلي لأنه أغواه حتى قتل النفس ، أو قاله للقبطي فظن الإسرائيلي أنه عناه فخافه.
(فَلَمَّا أَنْ أَرادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُما قالَ يا مُوسى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَما قَتَلْتَ نَفْساً بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّاراً فِي الْأَرْضِ وَما تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ) [القصص : ١٩].