(فارِغاً) من كل شيء إلا من ذكر موسى ، أو من الوحي بنسيانه ، أو من الحزن لعلهما أنه لم يغرق ، أو نافرا ، أو ناسيا ، أو والها ، أو فازعا من الفزع. وأصبح لأنها ألقته ليلا فأصبح فؤادها فارغا ، أو ألقته نهارا فيكون أصبح يعني صار.
(لَتُبْدِي بِهِ) لتصبح عند إلقائه وابناه ، أو تقول لما حملت لإرضاعه وحضانته هو ابني لأنه ضاق صدرها لما قيل هو ابن فرعون ، أو لتبدي بالوحي.
(رَبَطْنا عَلى قَلْبِها) بالإيمان ، أو العصمة. (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) بردّه وجعله من المرسلين.
(وَقالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) [القصص : ١١].
(قُصِّيهِ) تتبعي أثره واستعلمي خبره.
(جُنُبٍ) جانب ، أو بعد ، أو شوق بلغة جذام جنبت إليك اشتقت إليك.
(لا يَشْعُرُونَ) أنها أخته.
(وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ ناصِحُونَ) [القصص : ١٢].
(وَحَرَّمْنا) منعناه. (الْمَراضِعَ) فلا يؤتى بمرضع فيقبلها. (مِنْ قَبْلُ) مجيء أخته أو قبل رده إلى أمه.
(فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) [القصص : ١٣].
(فَرَدَدْناهُ) انطلقت أخته إلى أمه فأخبرتها فجاءت فوضعته في حجرها فترامى إلى ثديها فامتصه حتى امتلأ جنباه ريا. فقيل لها : كيف ارتضع منك دون غيرك. قالت لأني طيبة الريح طيبة اللبن لا أكاد أوتى بصبي إلا ارتضع مني فسخّر الله تعالى فرعون لتربيته وهو يقتل الخلق لأجله وكان إلقاءه في البحر وهو سبب لهلاكه سببا لنجاته.
(أَنَّ وَعْدَ اللهِ) في رده إليها وجعله من المرسلين حق. (لا يَعْلَمُونَ) ما يراد بهم ، أو مثل علمها به.
(وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوى آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) [القصص : ١٤].
(أَشُدَّهُ) أربعون سنة ، أو أربع وثلاثون ، أو ثلاث وثلاثون ، أو ثلاثون أو خمس وعشرون ، أو عشرون ، أو ثماني عشرة ، أو خمس عشرة ، أو الحلم ، أو الأشد جمع لا واحد له ، أو واحد شدّ.
(وَاسْتَوى) باعتدال القوة ، أو نبات اللحية ، أو انتهاء شبابه ، أو بأربعين سنة.