أنواع العذاب.
(يَتَذَكَّرُونَ) محمدا فيؤمنون به ، أو يتذكرون فيخافون أن ينزل بهم كما نزل بمن قبلهم ، أو يتعظون بالقرآن عن عبادة الأوثان.
(الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ) [القصص : ٥٢].
(الْكِتابَ) التوراة ، والإنجيل.
(قَبْلِهِ) من قبل محمد هم بمحمد يؤمنون ، أو من قبل القرآن هم بالقرآن يؤمنون.
نزلت والتي بعدها في تميم الداري والجارود العبدي وسلمان الفارسي ، أو في أربعين رجلا من أهل الإنجيل. آمنوا بالرسول صلىاللهعليهوسلم قبل مبعثه. اثنان وثلاثون من الحبشة قدموا مع جعفر بن أبي طالب على الرسول صلىاللهعليهوسلم وثمانية قدموا من الشام منهم بحيرا أو أبرهة.
(أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) [القصص : ٥٤].
(أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ) لإيمانهم بالكتاب الأول ، والكتاب الآخر.
(بِما صَبَرُوا) على الإيمان ، أو الأذى ، أو الطاعة وعن المعصية.
(بِالْحَسَنَةِ) يدفعون بالعمل الصالح ما سلف من الذنب ، أو بالحلم جهل الجاهل ، أو بالسلام قبح اللقاء ، أو بالمعروف المنكر ، أو بالخير الشر.
(يُنْفِقُونَ) الزكاة ، أو نفقة الأهل وهذا قبل نزول الزكاة ، أو يتصدقون من أكسابهم.
(وَإِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقالُوا لَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجاهِلِينَ) [القصص : ٥٥].
(وَإِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ) قوم أسلموا من اليهود فكان اليهود يلقونهم بالسب والأذى.
فيعرضون ، أو أسلم منهم قوم فكانوا إذا سمعوا ما غيّر من التوراة. من نعت الرسول صلىاللهعليهوسلم كرهوه وأعرضوا عنه ، أو المؤمنون إذا سمعوا الشرك أعرضوا عنه ، أو ناس من أهل الكتاب ليسوا يهود ولا نصارى وكانوا على دين الأنبياء ينتظرون مبعث الرسول صلىاللهعليهوسلم فلما سمعوا بظهوره بمكة أتوه فعرض عليهم القرآن فأسلموا فكان أبو جهل ومن معه يلقونهم فيقولون لهم : أفّ لكم من قوم منظور إليكم تبعتم غلاما قد كرهه قومه وهم أعلم به منكم. فإذا قالوا ذلك أعرضوا عنهم.
(أَعْمالُنا) لنا ديننا ولكم دينكم ، أو لنا حلمنا ولكم سفهكم.
(لا نَبْتَغِي الْجاهِلِينَ) لا نتبعهم أو لا نجازيهم.
(إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ