(الْأَنْباءُ) الحجج ، أو الأخبار.
(لا يَتَساءَلُونَ) بالأنساب ، أو لا يسأل بعضهم بعضا عن حاله ، أو أن يحمل من ذنوبه شيئا.
(وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحانَ اللهِ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ) [القصص : ٦٨].
(يَخْلُقُ ما يَشاءُ) كان قوم في الجاهلية يجعلون خير أموالهم لآلهتهم. فقال.
(وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ) من خلقه.
(وَيَخْتارُ) منهم ما يشاء لطاعته ، أو يخلق ما يشاء من الخلق ويختار من يشاء للنبوة ، أو يخلق ما يشاء للنبي ويختار الأنصار لدينه.
(ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ) أي يختار للمؤمنين الذي فيه خيرتهم ، أو ما نافية أن يكون للخلق على الله تعالى خيرة نزلت في الذين (وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعامِ نَصِيباً فَقالُوا هذا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهذا لِشُرَكائِنا) [الأنعام : ١٣٦] ، أو في الوليد بن المغيرة قال (وَقالُوا لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ) [الزخرف : ٣١] يعني نفسه وأبا مسعود الثقفي فقال الله تعالى ما كان لهم أن يتخيروا على الله الأنبياء.
(وَنَزَعْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً فَقُلْنا هاتُوا بُرْهانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ) [القصص : ٧٥].
(وَنَزَعْنا) أخرجنا. (مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ) رسولا مبعوثا إليها ، أو أحضرناه ليشهد عليهم أن قد بلغها الرسالة.
(بُرْهانَكُمْ) حجتكم ، أو بينتكم. (الْحَقَّ لِلَّهِ) التوحيد ، أو العدل ، أو الحجة.
(إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى فَبَغى عَلَيْهِمْ وَآتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) [القصص : ٧٦].
(قارُونَ) كان ابن عم موسى أخي أبيه وقطع البحر مع بني إسرائيل ونافق كما نافق السامري.
(فَبَغى) كفر بالله ، أو زاد في طول ثيابه شبرا ، أو علا بكثرة ماله وولده ، أو كان غلاما لفرعون فتعدى على بني إسرائيل وظلمهم ، أو نسب ما أتاه الله تعالى من الكنوز إلى نفسه بعلمه وحيلته ، أو لما أمر موسى برجم الزاني دفع قارون إلى بغيّ مالا قيل ألفي درهم وأمرها أن تدعي على موسى أنه زنا بها ففعلت فعظم ذلك على موسى فأحلفها بالله تعالى الذي فلق البحر لبني إسرائيل وأنزل التوراة على موسى إلا صدقت. فقالت : أشهد أنك