(مُوقِنُونَ) مصدقون بالبعث أو بما أتى به محمد صلىاللهعليهوسلم.
(وَلَوْ شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها وَلكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) [السجدة : ١٣].
(هُداها) إلى الإيمان ، أو الجنة ، أو هدايتها في الرجوع إلى الدنيا لأنهم سألوا الرجعة.
(حَقَّ الْقَوْلُ) سبق ، أو وجب. (مِنَ الْجِنَّةِ) الملائكة قاله عكرمة. سموا جنة لا جتنانهم عن الأبصار ، أو عصاة الجن.
(فَذُوقُوا بِما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا إِنَّا نَسِيناكُمْ وَذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) [السجدة : ١٤].
(فَذُوقُوا) عذابي بما تركتم أمري ، أو بترك الإيمان بالبعث في هذا اليوم.
(نَسِيناكُمْ) تركناكم من الخير ، أو في العذاب ، ويعبر بالذوق عما يطرأ على النفس لأحساسها به. قال :
فذق هجرها إن كنت تزعم أنه |
|
رشاد ألا يا ربما كذب الزعم |
(إِنَّما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ) [السجدة : ١٥].
(بِآياتِنَا) بحججنا ، أو القرآن.
(ذُكِّرُوا بِها) عدوا إلى الصلوات الخمس بالآذان والإقامة أجابوا إليها وإذا قرأت آيات القرآن خروا سجودا على الأرض طاعة وتصديقا وكل من سقط على شيء فقد خرّ عليه.
(وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ) صلّوا حمدا له ، أو سبحوه بمعرفته وطاعته.
(لا يَسْتَكْبِرُونَ) عن العبادة ، أو السجود كما استكبر أهل مكة.
(تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) [السجدة : ١٦].
(تَتَجافى) ترتفع لذكر الله في الصلاة ، أو في غيرها ، أو الصلاة : العشاء ، أو الصبح والعشاء في جماعة ، أو للنفل بين المغرب والعشاء ، أو قيام الليل. والمضاجع مواضع الاضطجاع خوفا من حسابه وطمعا في رحمته ، أو خوفا من عقابه وطمعا في ثوابه.
(يُنْفِقُونَ) الزكاة ، أو صدقة التطوع ، أو نفقة الأهل ، أو النفقة في الطاعة.
(فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) [السجدة : ١٧].
(ما أُخْفِيَ) للذين تتجافى جنوبهم ، أو للمجاهدين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا