(أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ) في خلقه حسن حتى الكلب حسن في خلقه ، أو أحكمه حتى أتقنه ، أو أحسن إلى كل شيء خلقه فكان خلقه إحسانا إليه ، أو ألهم الخلق ما يحتاجون إليه فعلموه من قولهم فلان يحسن كذا أن يعلمه ، أو أعطى خلقه ما يحتاجون إليه ثم هداهم إليه.
(ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ) [السجدة : ٨].
(سُلالَةٍ) سمى ماء الرجل سلالة لانسلاله من صلبه والسلالة الصفوة التي تنسل من غيرها.
(مَهِينٍ) ضعيف.
(ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ) [السجدة : ٩].
(سَوَّاهُ) سوى خلقه في الرحم ، أو سوى خلقه كيف شاء.
(مِنْ رُوحِهِ) قدرته ، أو ذريته ، إذ المراد بالإنسان آدم ، أو من أمره أن يقول كن فيكون ، أو روحا من روحه أي خلقه أضافه إلى نفسه لأنه من فعله وعبر عنه بالنفخ لأن الروح من جنس الريح.
(وَالْأَفْئِدَةَ) سمي القلب فؤادا لأنه منبع الحرارة الغريزية من المفتأد وهو موضع النار.
(وَقالُوا أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ كافِرُونَ) [السجدة : ١٠].
(ضَلَلْنا) هلكنا ، أو صرنا رفاتا وترابا ، وكل شيء غلب على غيره مخفى فيه أثره فقد ضل ، أو غيّبنا ، وبالصاد أنتنّا من صل اللحم ، أو صرنا بالصلة وهي الأرض اليابسة ومنه الصلصال قيل : قاله أبي بن خلف.
(قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) [السجدة : ١١].
(يَتَوَفَّاكُمْ) بأعوانه ، أو بنفسه رآه الرسول صلىاللهعليهوسلم عند رأس أنصاري. فقال أرفق بصاحبي فإنه مؤمن. فقال طب نفسا وقر عينا فإني بكل مؤمن رفيق.
(ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ) إلى جزائه ، أو إلى أن لا يملك لكم أحد ضرا ولا نفعا سواه.
(وَلَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنا أَبْصَرْنا وَسَمِعْنا فَارْجِعْنا نَعْمَلْ صالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ) [السجدة : ١٢].
(ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ) من الغم ، أو الذل ، أو الحياء ، أو الندم.
(عِنْدَ رَبِّهِمْ) عند محاسبته. (أَبْصَرْنا) صدق وعيدك. (وَسَمِعْنا) صدق رسلك ، أو أبصرنا معاصينا وسمعنا ما قيل فينا.