المؤمنين الصالحين العاملين ولا يعود كابوساً يؤرّق الانسان ، ويعذّب الكهول والشيوخ خاصة.
ثانياً : لان العقيدة الدينية بما تقدمه من تفسيرات واقعية للمصائب والنكبات والمحن والالام الطارئة التي تنتاب الانسان في هذه الحياة تغيّر من معنی ، ومدلول هذه الامور :
فاذا عرف الانسان ـ حسب هذه التفسيرات ـ أن بعض المصائب والنكبات اختبار ولذا فهي لا تمر دون عوض مناسب وثواب لائق اذا صبر عليها ما دام اله الكون عادلاً رؤفاً ، أو أنها لا تخلو من مصلحة وحكمة ما دام خالق الكون عالماً حكيماً ، هذا إذا لم يكن ما أصابه من المحن والنكبات بسبب فعله.
أقول اذا عرف الانسان كل ذلك وغيره مما تبينه العقيدة الدينية في هذا المجال لم يأس على ما فاته ولم يحزن لما دهاه بل ازداد صلابة واستقامة ، وصبراً وجلداً.
ثالثاً : لان العقيدة الدينية بما تقدمه من تعاليم اخلاقية تحدّ من سورة الحرص الذي يسبب الاضطراب الناشئ عن الاخفاق ومن فورة الهلع الذي يسبب الغم نتيجة العجز عن تحقيق كل الطموحات المادية العريضة وأيضاً بما تقرره من برامج لتقوية السجايا والصفات الانسانية والمعنوية ، تقضي على أهم أسباب الإفراط في المادية ، فهي من جانب تشجع على البذل والعطاء ، مع التلويح والوعد بالثواب الجزيل والاجر الجميل ، ومن جانب آخر تقلل من أهمية هذه الحياة المادية اذ تعتبرها وسيلة لا هدفاً ، وممراً لا مقراً ، وزائلة غير باقية.
هكذا تعالج العقيدة الدينية الصحيحة الازمات الروحية وتخفف من شدتها ووطأتها. فلو أن الإنسان نظر الى الحياة من هذا المنظار الديني لم يعد يشعر