غربة الانسان عن ذاته وشخصيته) على مجالات أخرى ، وسراها ـ بالتحديد ـ الى أمرين هما :
١ ـ مسألة ملكية الانسان للاشياء.
٢ ـ ومسألة وجود الدولة في المجتمع.
فزعم أن مالكية الانسان لشيء ما توجب تعلق الانسان بذلك المملوك!!
وهذا غفلة عن الأصل الذي ذكرناه ، فان هذا القائل لم يفرق بین كون الملكية أداة للحياة وكونها هدفاً ومقصداً ، والمالكية التي تؤدي الى سحق الشخصية الانسانية وتناسيها عبارة عن تلك المالكية التي يستحوذ فيها المملوك على شخصية الانسان ، لا ما اذا استحوذ الانسان عليه.
وقد فرز الامام علي عليه السلام في كلمة له بين هذين النوعين اذ قال عن الدنيا وحطامها :
«ومن أبصر بها بصّرته ومن أبصر اليها أعمته» (١).
العقيدة الدينية والمشاكل الفلسفية
ان نظرية «التدبير والتقدير والخلق» (٢) التي يتبناها الالهيون والتي ترى أن الكون ـ بمادته وصورته ـ من خلق قوة عالمة قادرة ، كما لها آثار ايجابية وبناءة في مجالات النفس والاخلاق والاجتماع والقانون ، كذلك لها آثار ايجابية هامة في مجال الفكر والفلسفة.
__________________
(١) نهج البلاغة الخطبة ٧٩ و «بها» في هذه الجملة تفيد الوسیلية ، و «اليها» تفيد الهدفية. اي اذ اتخذها الانسان وسيلة بصرته ، واذا نظر اليها كهدف أعمته.
(٢) سيأتي مفصل الكلام في هذه النظرية في الفصول القادمة ، وقد اسميناها بالنظرية الالهية ، اختصاراً ، لكونها تعترف باله الكون وخالقه.