أن ينهوا العالم الى «موجود واجب الوجود» قائم بذاته ، وهو عند الالهيين القوة العاقلة المدبرة القادرة المعبر عنها في مصطلح المتدينين بـ «الله» سبحانه وعند الماديين بـ «المادة».
وأما النظريات والمناهج الأخرى فجميعها عاجزة عن الاجابة على هذه الاسئلة ، وقد تبين هذا العجز عند البحث عن الاثار الروحية للعقيدة الدينية.
ب) : أن النظام السائد في الكون والترابط العام في المادة يفسر بوضوح وبشكل معقول ومنطقي في ضوء «النظرية الالهية» وذلك بأن موجوداً عالماً قادراً حكيماً مطلقاً في ذاته وصفاته هو الذي خلق المادة وصورها ، وأرسى فيها الأنظمة والقوانين ، وأوجد بين أجزائها المتفرقة الترابط والانسجام والتعاون الوثيق.
وأما النظريات الاخرى فكلها عاجزة وفاشلة في تفسير حدوث النظام الى درجة ان البعض ذهب الى انكار وجود العالم الخارجي بالمرة ، وذهب آخرون الى كونه وليد الصدفة ، وطائفة ثالثة ذهبت الى كونه نتيجة خاصية المادة ، الى رابع قال بنظرية «المادية الديالتيكية» بتفصيل مذكور في محله.
ج) : أن النظرية الالهية قادرة على تفسير تلك الحركة الهائلة والعظيمة الموجودة بين أبناء البشر ، فهم منذ أن وجدوا على هذا الكوكب راحوا يعبدون الله ، ويقدسونه ويتضرعون إليه في الكنائس ، والبيع ، والمعابد ، والمساجد ويضحون بأموالهم وأنفسهم وأولادهم في سبيل هذه العقيدة ، وقد ظلوا يواصلون هذا السلوك وبقيت جذوة هذا العشق لذلك الموجود المقدس متقدة في كيانهم حتى عصرنا هذا ، دون أن يطرأ على هذه الظاهرة الخالدة أي تغيير هام ، بل وغير هام أيضاً.
وهذه الحركة الإيمانية والقيادية العظيمة في العالم البشري لا يمكن أن