تعلل وتفسر الا بما انتهينا اليه من فطرية التدين وجبلیته ، وولادته مع الانسان مدعوماً بتأييد العقل السليم ، والمنطق المستقيم.
وأما النظريات الأخرى التي يتبناها الماديون الرافضون للنظرية الالهية فلا يمكنها تفسير تلك الظاهرة العظيمة.
فهي بين ما ترى ان هذه الظاهرة وليدة الجهل أو وليدة الخوف!!
وبين ما ترى انها وليدة استمرار الحالة الطفولية أو الجنسية!!
وبين ما تسنده الى العامل الاقتصادي الاستعماري الاستغلالي.
إلى غير ذلك من وجهات النظر التي يتجلی من ناصيتها ان اصحابها أشبه بالغريق الذي يتشبث بكل حشيش.
د) : لا شك أن الظواهر الطبيعية في عالم الانسان تتكامل حيناً بعد حين ، ومرحلة بعد مرحلة ، ابتداءاً من الجمادية وانتهاءاً بالصورة الانسانية ، والی أن يبلغ مرتبة الانسان العالم القادر الحر الرشيد في أعماله وحركاته.
وهذه الحركة التكاملية الصاعدة مما لا يشك في وقوعها أحد ، الا ان الانسان الباحث المفكر حينما يقف على هذه الحركة التكاملية التصاعدية المنتظمة تنطرح أمامه عدة أسئلة هي :
كيف بلغت المادة الناقصة التافهة هذه المرتبة العالية من التكامل؟
ومن هو قائدها وموجهها ، ومن الذي وضع برنامجها وسن سننها وقوانينها؟
هذه الاسئلة وأمثالها يجاب عنها في نظرية الالهيين «نظرية التقدير والتدبير والخلق» بشكل معقول ومقبول ، وذلك بأن الخالق العالم الحكيم القادر المريد هو الذي وضع هذا البرنامج المتقن التكامل الاشياء المادية من أخس المراتب الى أعلى الدرجات ، وانه هو الذي ينهي الموجود الناقص ويبلعه إلى قمة التكامل ، وأن الجميع مستند اليه بالأسباب التي هيأها سبحانه أيضاً.