وأما سائر النظريات فقاصرة برمتها عن الاجابة على هذه الأسئلة باجابات فلسفية مقنعة ، وردود شافية كافية.
هـ) : لا شك أن الكون ـ رغم تعدد أجزائه وكثرتها ـ مترابط الأجزاء ، متناسق الاعضاء ، متصل الحلقات حتى كأنه وحدة واحدة.
ان الناظر الى هذا الامر البديع قد يتساءل عن علة هذا التناسق والترابط والانسجام والتعاون.
والاجابة على هذا السؤال في ضوء الاعتقاد بوجود الخالق سبحانه واضحة فان الخالق المتعال ـ حسب هذه العقيدة والرؤية ـ هو الذي أوجد المادة ، وأرسى بين أجزائها ذلك التناسق الدقيق والترابط الوثيق والتعاون العميق.
وهذا بخلاف النظريات الاخر فانها غير قادرة على بيان علة التناسق والترابط بين أجزاء المادة ، اذ أن أقصى ما يمكن للمادي هو أن يعترف بوجود الترابط والتناسق دون أن يتمكن من بيان علة ذلك وتحديدها.
و) : أن صدور المعاجز والكرامات وخوارق العادة على أيدي الأنبياء والاولياء ، بل وحتى بعض مرتاضي الهنود ، أمر لا يقبل الانكار.
فصحائف التاريخ تخبرنا بأن الأنبياء كانوا يأتون بين حين وآخر ، بامور لا يمكن تعليلها بالقوانين الطبيعية والسنن العادية المألوفة.
وفي هذه الصورة ينطرح السؤال التالي : ما هي علة هذه المعاجز وخوارق العادة؟ ولماذا وكيف تخرق القوانين والسنن الطبيعية العادية في تلك الموارد المعينة؟
ان الاجابة على هذه الأسئلة ـ حسب نظرية الالهيين ـ واضحة تمام الوضوح.
فانهم يقولون : ان الله العالم الموجد للمادة ، المعطي لها قوانينها ، المسبب