الأسباب ، قد يعطل مفعول هذه الأسباب أحياناً ، ويمكن رسله من خرق العادة عندما تقتضي المصلحة ، وحينئذ تتحقق الظاهرة الخارقة كشفاء المريض من دون الاسباب الظاهرية العادية.
وهكذا لا يمكن تعليل أمثال هذه الظواهر الخارجة عن نطاق القوانين الطبيعية المألوفة الا حسب نظرية الالهيين دون سائر النظريات التي تعجز عجزاً ذريعاً عن تحليل ذلك وتعليله بموازينها ومقاييسها.
ز) : لقد كان الدين ـ ولا شك ـ من أرسخ الأمور في حياة البشرية ، منذ أن وجدت على هذا الكوكب.
بيد اننا لا نشك ـ في نفس الوقت ـ في أن الدين رغم حمايته للضعفاء ودفاعه عن المستضعفين ، والمحرومين ، كان يتخذ ـ أحياناً ـ وسيلة للظلم ، وأداة طيعة للضغط والابتزاز والاستغلال.
فكم من حقوق اهدرت تحت ستار الدین؟
وكم من أموال غصبت باسمه؟
وكم من حريات معقولة طبيعية صودرت تحت لوائه؟
وكل ذلك امور لا يشك أحد في وقوعها في حياة الشعوب (١).
غير أن السؤال المحير الذي يطرح نفسه في هذا المورد هو :
كيف بقي المظلومون ، المغصوبة حقوقهم ، المصادرة حرياتهم ، متمسكين بأهداب الدين أشد التمسك ، ومتقيدين بتعاليمه أشد التقيد ، بل ومتعلقین به في ضمائرهم أشد التعلق ، وهم يعلمون أن أكثر ما ارتكب في حقهم كان باسم الدين ، وتحت قناعه وستاره؟!
__________________
(١) وتتجلى هذه الحقيقة بمراجعة تاريخ الكنائس والبابوات اثناء سيطرتهم وسلطانهم العريض في الغرب.