أ ـ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّـهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ ۖ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ (النور ـ ٤٣).
ب ـ اللَّـهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ ۖ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (الروم ـ ٤٨).
جـ ـ وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَىٰ بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (الرعد ـ ٤)
فاننا نجد في هذه الآيات كيف ينسب القرآن الظواهر الطبيعية إلى العلل الطبيعية والاسباب المادية ، ويقرر تاثيرها في معلولاتها ، وهو تصريح لا غموض فيه بنظام الاسباب والمسببّات.
(وثانیا) : ما درج عليه الفلاسفة الالهيون ، منذ أقدم العصور ، من تقديم بحوث مفصلة ومطولة في الطبيعيات تشمل بحوثاً في علم الفلك ، والفيزياء ، والكيمياء ، وعلم النبات وعلم الرياضيات ثم اتباعها ببحوث في الالهيات فانهم كانوا يجعلون القسم الأول من مؤلفاتهم الفلسفية في «الطبيعة» والقسم الثاني في «ما بعد الطبيعة» كما فعل ارسطو ومن جاء بعده ، وهذا هو خير دليل على عناية الإلهيين بالطبيعة ، واعترافهم بقوانينها ، وسننها ، ونظام الاسباب والمسببّات السائد فيها.
هذه هي النقطة المشتركة بين الالهيين والماديين واما نقطة الافتراق فهي أن
__________________
(١) الوذق : المطر.