الطبيعية الكونية لا يحدث الا نتيجة التفاعلات الجوية ، والمقدمات الطبيعيّة ، وعالم النجوم والافلاك قائم في ظل قاعدة الجذب والدفع المسماة بقانون الجاذبية ، والانسان والحيوان يواصلان حياتهما في نطاق آلاف القوانين الطبيعية التي تضمن لهما البقاء والاستمرارية ، كما أن الأشجار والنباتات هي الأخرى مستمرة في حياتها وفعالياتها يفعل النواميس الحاكمة في عالم النبات.
وبكلمة واحدة فان كل ما يطرأ في صفحة هذه الطبيعة من حوادث وظواهر مادية دقيقة كانت او جليلة مدين في وجوده وبقائه للعلل مادية في عالم الطبيعة ، وهذا هو ما نقصده من «النظام السائد في الكون».
والالهى لا يقصد من اثباته لوجود الله انكار هذا النظام ، وتجاهل هذه العلل والاسباب الطبيعية ، وادعاء ان الله يقوم بكل ما يقع في عالم الطبيعة بصورة مباشرة دون توسط الاسباب والعلل الطبيعية المادية ، وكأنه يريد أن يجعل «الله» مكان العمل الطبيعية ، كلا فهذا أمر لا يدعيه الالهيون ابدا وما رمي به الالهي في بعض كتب الماديين فرية محضة.
فليس هناك اي الهي يؤمن بالكتاب العزيز ويعترف بالعقل يتنكر للعلل الطبيعية وينفي تأثير العلل ودور الأسباب المادية في ظهور الظواهر الكونية ، بل الالهيون ـ قديماً وحديثاً ـ مجمعون على تأثير هذه العلل ، وظهور الحوادث الطبيعية والظواهر الكونية عقيب عللها المناسبة وأسبابها الخاصة.
ان للقاری ان يقف بنفسه على مدى اعتراف الالهيين وتمسكهم ـ قديماً وحديثاً ـ بقانون الاسباب والمسببّات وبنظام العلل والمعلولات الطبيعية السائدة على هذا الكون ، وذلك اذا لاحظ :
(اولا) القران الكريم الذي يزخر بالحديث عن الأسباب المادية والعلل الطبيعية في هذا العالم مثل قوله تعالی :