وليد التدبير ، ومن صنع الفاعل الحكيم ونتيجة المحاسبة الدقيقة ، ولا يمكن ابدا ان ينسب إلى التصادف ، لان الصدفة اعجز من أن تكون منشأ للنظام الصغير السائد في غرفة صغيرة متواضعة فضلا عن النظام السائد في معمل كبير ، او السائد في مدينة كبيرة ، دع عنك الكون الرحيب.
في حين اثبتت هذه التجارب ـ في المقابل ـ بان كل حدث مشوش ، وكل واقعة يسودها الهرج والمرج والعشوائية والفوضى ، بحيث لم توضع الأشياء في محلها ، فهو وليد العوامل غير الشاعرة ، والأسباب غير العاقلة مثل الزلازل ، والسيول والانفجارات ، او مثل عبث الاطفال بالالات التي يحتاج استخدامها إلى الدراية والعقل ، اذ يستحيل لمثل هذا الصنف العشوائي من الحوادث ان تستند إلى فاعل عاقل وصانع مرید.
واثباتاً لهذه الحقيقة والضابطة (اي استناد كل فعل منظم الى التدبير والعقل ، واستناد كل فعل عشوائي غير منظم الى امر فاقد للشعور والقصد) نورد امثلة متعددة على ذلك.
اوضح مثال في هذا المجال :
ولكن قبل أن نذكر هذه الامثلة نأتي بأوضح مثال في هذا المجال.
لنفترض اننا هیأنا ألفي طن من المواد الانشائية للبناء (الجص والأجر والصخر والرخام والحديد والخشب والاسلاك والزجاج والانابيب والأقفال والمفاتيح وما شابه ذلك) ، وجعلناها تحت تصرف مهندس او بناء فبنى من نصف هذه المواد في ارض مسطحة ، عمارة شامخة وجميلة ذات طوابق متعددة ، ثم
__________________
الترابط ، والتناسق ، والانسجام ، والتعاون الذي يحقق هدفاً معيناً بدونه لا يتحقق ذلك الهدف وبحيث يكون كل جزء فيها مكملا للمجموعة بحيث لا يتحقق بدونها الهدف المنشود.