ولو كان حجمها أكبر من الحجم الفعلي لها لازدادت قوة جذبها ، فأصبحت الحركة على متنها أكثر عسراً ولازداد وزن كل واحد منا أضعافاً ، وأصبح جسده حملا ثقيلا يتعذر رفعه ونقله وحمله (١).
هذه هي بعض الشرائط اللازمة لتوفر الحياة بشكلها الفعلي ، وهي قليل من كثير لا يحصى ، فهل من المعقول أن تحدث كل هذه الامور وتجتمع كل هذه العوامل والشرائط بهذه النسب والمقاييس الضرورية بمحض المصادفة؟ أم لا بد من وجود عقل جبار خبير هو الذي جمع هذه الشرائط مع هذه النسب وهذا الترتيب المؤدي إلى حدوث ظاهرة الحياة ، وهو الذي اختار من بين جميع الصور والاشكال التي كان يمكن أن تقع هذه الصورة من التأليف والنظم الملائم للحياة.
ان احتمال اجتماع هذه الشرائط الجمة بمثل هذه النسب ومثل هذا الترتيب اللازم لحصول وتحقق ظاهرة الحياة واستقرارها على وجه الأرض عن طريق الصدفة من الضعف والبعد بحيث لا يتصوره عاقل ولا يحتملة العادي فضلا عن المفكر اللبيب ، ولهذا ذهب العلماء إلى استحالة هذا الاحتمال.
قال عالم الاعضاء «مارلین. ب. كریدر) :
«ان الامكان الرياضي في توفر العلل اللازمة للخلق ـ عن طريق الصدقة ـ في نسبها الصحيحة هو ما يقرب من لا شيء» (٢).
ولا يمكن التمثيل لابطال الصدقة واثبات استحالة أن تجتمع كل هذه العوامل والشرائط مع مقايیسها ونسبها بمحض الصدقة إلا الاستشهاد بما ذكره بعض العلماء من الأمثلة بلسان الرياضيات.
__________________
(١) راجع للمزيد كتاب العلم يدعو للايمان.
(٢) الإسلام يتحدى ص ٧٧.