المسألة بمنظار مادي بحت ، ودرسوها متأثرين بأفكار مسبقة حول الدين الذات نحتوا لهذه الظاهرة الملازمة الحياة الانسان عللا تنبع من نظرتهم المادية ، واعطوا لوجودها تفسيرات توافق أفكارهم المسبقة ، واقترضوا لها عوامل نفسية تارة ، واجتماعية اخرى ، واقتصادية ثالثة ، متجاهلين الرابطة الحقيقية بين الانسان والاعتقاد ، ومتغافلين السبب الواقعي الذي تهدى إليه النظرة العلمية المتجردة الى مسألة العقيدة في الحياة البشرية.
ولو انهم تجردوا عن تلك النزعة المادية والافكار المسبقة ونظروا إلى هذه المسألة بمنظار الفاحص المتتبع لما ذهبوا الى تلكم الفرضيات ، ولقادهم الفحص الدقيق الى أمر آخر.
ثم انه لو سأل سائل : وكيف تدّعون سريان الاعتقاد الديني في جميع أدوار التاريخ ووجوده في جميع المجتمعات البشرية في الماضي والحاضر ، والحال أن هناك معسكراً كبير هو المعسكر الشرقي يرفض الدين ولا يعتقد بما وراء المادة؟
والاجابة على ذلك واضحة فان ما نجده في هذا المعسكر من الالحاد ، ورفض العقيدة الدينية انما هو نهج الحكومات والاحزاب المسيطرة على هذه البلاد لا الشعوب. ولابد من التفريق بين موقف «الحكومات» وموقف «الشعوب» فلا يدل كون الحكومة ملحدة رافضة للدين على أن الشعب كذلك أيضاً.
فقد دلّت الدراسات والمذكرات والتقارير السياسية العديدة على ان نسبة المنتمين الى الحزب الشيوعي في الشعب الروسي لا يتجاوز ١٢%. فلو صحت نسبة الالحاد ورفض الاعتقاد بالله الى المجتمع الروسي لصحت فقط في حق المنتمين والمؤسسين وقيادات وكوادر هذا الحزب ، وأما غيرهم