لقد زودت هذه الفراشة ، وبعض الاحياء الاخرى بمثل هذا الجهاز قبل أن يتعرف العلم الحديث على جهاز «الرادار» ويتمكن من الاستفادة من الأمواج المعرفة الاجسام والحواجز والموانع.
ثم ان «خيار البح» اذا طارده عدو استطاع أن يقبض عضلاته الداخلية ويمزق بعض أحشائه ويلفظها خارج جسمه ، فاذا ما انصرف العدو الى التهامها أسرع الحيوان الى الفرار ، ولا تلبث الأحشاء الداخلية أن تعود مرة أخرى كما كانت.
هذه نماذج من ظاهرة الاهتداء الى الاحتياجات وطرق رفعها وتلبيتها في حياة الحيوانات ، وهي حقيقة ظاهرة للعيان يجدها كل متتبع ومتأمل في تصرفات الاحياء وكل مطالع للكتب والدراسات المرتبطة بعلم الحيوان.
غير أن المهم هنا هو معرفة مصدر هذا الاهتداء وعلته ، فهذه الجهة هي المهمة في هذا البحث ، فما هو مصدر هذا الاهتداء؟ وما هو منشؤه؟.
هناك ثلاثة احتمالات نذكرها بعد أن نلخص أهم النقاط التي نجدها في تصرفات الحيوانات :
ما هو مصدر الاهتداء في عالم الحيوان؟
قبل الاجابة على هذا السؤال واستعراض الاحتمالات المطروحة ومناقشتها نشير الى خلاصة النقاط التي نستخلصها من تصرفات الحيوانات والحشرات على ضوء ما ذكرناه فنقول :
اننا نلاحظ في تصرفات الحيوانات والحشرات أموراً هي :
١ ـ انها تعرف احتياجاتها في معيشتها ، وتهتدي إلى طرق تحصيلها ، ورفعها بدون معلم.